ترتفع نسبة الإصابة بقلّة النطف oligospermie في المناطق الحضرية والصناعية. يشير المختصّون إلى أن هذه الإصابة قد تعود إلى مرحلة الحمل أي لدى الجنين وهي ناتجة عن الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن تسرّب مواد صناعية وكيميائية عبر الحبل الصرّي كالهرمونات الأنثوية التي تتركّز في الشحوم وحليب الأمّ. وقع إحصاء عديد المواد المتسببة في ضعف الخصوبة منها 550 متعارفة وكثيرة الاستعمال وقد صنّفها الاتّحاد الأوروبّي ضمن المواد شديدة المقاومة للتحلّل البيولوجي والتي يحتويها غذائنا اليومي. أثبتت دراسات علميّة حديثة (سنة 2006) صحّة الفرضيّة التي تقول بأنّ التّعرّض بصفة مستمرّة للمبيدات وحتّى بكمّيات صغيرة جدّا يتسبّب في ارتفاع حالات الإصابة بمرض باركنسن Parkinson. فلقد قام فريق طبّي بقيادة الدّكتور Alberto-Ascherio من معهد الصّحة العموميّة بهارفارد بالولايات المتّحدة الأمريكية بنشر نتائج هذا البحث الوبائي الذي خضع له 13425 مواطنا وأكّد أنّ التّعرّض للتّسمّم المزمن بكمّيات صغيرة جدّا من المبيدات يتسبّب في ارتفاع حالات الإصابة بهذا المرض بنسبة 70 بالمائة. تبلغ نسبة الإصابة بالمرض لدى المعرّضين للمبيدات خصوصا عن طريق الغذاء 5 بالمائة أي واحد من عشرين مواطنا. هناك 6,5 مليون مواطنا مصابا بمرض باركنسن في العالم وأكثر من 300 ألف حالة جديدة قد ظهرت في 2006. في أوساط المزارعين يتسبّب التعرّض للمبيدات لمضاعفة نسبة الإصابة بمرض باركنسن. هذا ما أكّده باحثون من معهد البحوث الطبّيّة الفرنسيّة INSERM (والذي تعزم الحكومة الفرنسيّة تفكيكه وخصخصته). لقد طرح هذا الاستنتاج المبني على دراسات علميّة ووبائيّة قضيّة التعرّض لبقايا المبيدات لكلّ السكّان وهذا عن طريق تناول خضر وغلال تحتوي على مخلّفات هذه المبيدات. لقد بيّنت الدراسة أنّ تعرّض العمّال الزراعيّين والمزارعين للمبيدات يضاعف من نسبة الإصابة بمرض باركنسن وقد أكّدت هذه الدراسات دراسات سابقة أكّدت على العلاقة بين مرض باركنسن والمبيدات. صرّح السيّد الباز مدير بحوث في قسم الدراسات العصبيّة الوبائيّة التابع لمعهد البحوث الطبّيّة الفرنسيّة: «أثبتنا العلاقة بين كمّيّة المبيد والانعكاس على الصّحّة وبالأخصّ زيادة نسبة الإصابة بباركنسن. يتأكّد ذلك خصوصا بالنسبة لمبيد الحشرات من نوع المواد العضويّة الكلوريّة». يحتلّ مرض باركنسن المرتبة الثانية في أمراض الاهتراء العصبيّة وذلك بعد مرض ألزهايمر. بطبيعة الحال تتفاعل هذه الأسباب مع أسباب أخرى بيئيّة ووراثيّة... تبيّن إذن من خلال دراسة في أوساط المزارعين المتقاعدين شارك فيها أطبّاء الشغل وشملت 224 مزارعا مصابين بباركنسن وقد وقعت مقارنتهم بفريق من 557 غير مصابين بالمرض ومن نفس الفئة العمريّة والجنس والقاطنين بنفس المنطقة. بيّنت الدراسة أنّ المزارعين المصابين بباركنسن قد تعرّضوا بدرجة أعلى للمبيدات وقد تضاعفت نسبة الإصابة في وسط الفريق الذي استعمل المبيدات العضويّة الكلوريّة 2,4 مرّة بالنسبة لبقيّة المزارعين. يتبع