منطقة المبدوعة، الواقعة على بعد حوالي 15 كلم عن مركز مدينة سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد هي منطقة منسية ومهمشة، حيث يعاني متساكنوها من انعدام أبسط مقومات العيش الكريم ف«المبدوعبة» معزولة وطريق الوصول إليها صعبة ووعرة. سيدي بوزيد (الشروق) «الشروق» تنقلت الى المنطقة المذكورة ورصدت معاناة اهالي ومتساكني المبدوعة الذين عبروا عن استيائهم من تواصل سياسة اللامبالاة التي تعتمدها السلط الجهوية والمحلية تجاه معاناة حوالي 400 ساكن يفتقدون الى أبسط ضروريات الحياة. وقد أشار عبد الرزاق سعيدي ان منطقتهم معزولة جراء غياب طريق يربط منطقة المبدوعة بالطريق الجهوية 83 ليجد الاهالي انفسهم في عزلة تامة، يضاف وغياب الماء الصالح للشراب ما يجبرهم على اقتناء صهاريج الماء من المناطق المجاورة وان سعر الصهريج الواحد يصل الى حدود 40 دينارا خاصة وان أغلب متساكني المنطقة غير قادرين على توفير هذا المبلغ. تلاميذ... يستغيثون كما أشار السعيدي الى ان تلاميذ منطقة المبدوعة بدورهم يعانون من التنقل الى مدارس اخرى، اذ ان حوالي 50 تلميذا أصيلي المنطقة يدرسون في مدارس بعيدة عن محلات سكناهم بحوالي8 كلم ذهابا وإيابا متحدين مخاطر الطريق. من جهته، أكد عبد الله بن عمر ان الاهالي لا يتمتعون بحقوقهم في العيش الكريم ، بما ان المنطقة تفتقد لمركز صحة اساسية من شأنه ان يخفف من مشاق المتساكنين وتوفير الخدمات الصحية لفائدتهم تجنيبهم مصاريف اضافية هم في ليسوا قادرين على توفيرها. وبين ان الارضي الفلاحية بالمنطقة ذات جودة عالية ويمكن ان توفر مورد رزق لعديد العائلات في صورة انجاز منطقة سقوية. من جانبه الطيب سعيدي ذكر ان انعدام أبسط ضروريات العيش دفع بالعشرات من العائلات الى مغادرة هذه المنطقة واستقروا في المدن نظرا لعدم قدرتهم على مجابهة ظروف العيش القاسية على مدار السنة. وقال الطيب ان حوالي 50 عائلة نزحوا الى المدينة وتركوا منازلهم مهجورة واراضيهم الشاسعة مهملة حيث كان من الممكن استغلالها على احسن وجه لو استجابت السلط الى مطالب الاهالي قامت بانجاز مناطق سقوية. ويوجد بمنطقة المبدوعة عدد كبير من المنازل المهجورة، التي قد تمثل أوكارا للمنحرفين وكذلك الارهابيين نظرا لكونها يمكن ان تتحول الى مخابئ واوكار للإرهابيين في ظل نزوح اصحابها الذين اضطرتهم قساوة الظروف الى مغادرة منازلهم. مطالب وطالب متساكنو منطقة المبدوعة بضرورة الاستجابة الى مطالبهم الحارقة التي تحتمل التأخير حتى يتمكنوا من الاستقرار بمنطقتهم وتتمثل مطالبهم في تعبيد الطريق الذي يربط منطقتهم بالطريق الجهوية عدد 83 والبالغ طولها حوالي 7 كلم وبعث مدرسة ابتدائية وتجنيب ما بين 50 و60 تلميذا مشقة التنقل يوميا للالتحاق بمقاعد الدراسة علاوة على حوالي 30 طفلا سيقع تسجيلهم خلال السنة الدراسية المقبلة وبعث مركز للصحة الاساسية لتقريب الخدمات الصحية للمواطنين وكذلك توفير فضاءات لشباب المنطقة حتى لا ينحرفوا.