بَعد الفوز الثَمين على الملعب التونسي، انطلق الترجي في التحضير للموعد القاري المُهمّ والحَاسم ضدّ «حُوريا» الغِيني وذلك يوم الجمعة القادم في ملعب رادس (س20). هذه المُواجهة التونسية - الغِينية تندرج في نطاق الجولة الخَامسة من دور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية وسيدخل شيخ الأندية هذا اللّقاء بشعار الإنتصار لتأكيد هَيمنته على مُنافسيه والتَوقيع بصفة رسمية على الترشّح إلى الدّور ربع النِهائي. المشروع الحُلم في العَادة يَضع الجمهور الكبير للترجي رابطة أبطال إفريقيا في صَدارة الأمنيات ومن الواضح أن هذا المطلب سيحافظ على أهميته وأولويته رغم أن الجمعية تذوّقت طعم التَتويج به في ثلاث مُناسبات (1994 و2011 و2018). لكن هُناك أيضا عدة أحلام أخرى كبيرة تُراود الجَماهير الترجية والهيئة المُديرة بقيادة حمدي المدب. ومن هذه الأمنيات نَذكر مشروع المركب الضخم والعَصري الذي تُريد إدارة الجمعية إنجازه. وتُؤكد المعلومات القادمة من الحديقة أن أصحاب القَرار يتحرّكون في كل الإتّجاهات ليرى هذا المشروع النُور في أقرب الآجال. وكنّا قد أشرنا في عدد سابق إلى أن رئيس النادي حمدي المدب رفع الأمر إلى الجِهات العُليا من أجل الحُصول على التَسهيلات المُمكنة خاصّة أن الملف مُتشعّب وقد يَصطدم منفّذوه بجملة من العوائق الإدارية والقيود العَقارية. ازحام كَبير قد يَربط البعض مشروع المركب «الموعود» بمائوية الترجي الذي يريد تَحقيق نوع من «الاستقلالية» على مُستوى البِنية التحتية بدل مُواجهة «الضِّيق» داخل الحديقة التابعة قَانونيا للبلدية. وسيكون من الجميل طبعا أن يُنجز الترجي «مشروعه الحُلم» بالتزامن مع احتفالات المائوية ليبعث «شيخ القرن» إشارات رمزية عن التقدّم الذي عرفه على كلّ المستويات الرياضية والمَالية والتَنظيمية. وهذه القراءة قد تكون في مَحلّها لكن تُوجد دوافع أقوى لإنجاز هذا المَشروع. ويعلم المُطلعون على واقع الجمعية أن مركب المرحوم حسّان بلخوجة يستقطب حوالي ألف لاعب ينشط جُزء منهم في أصناف الشبّان ويَنتمي البعض الآخر إلى «الأكاديمية». وهذا العَدد الضّخم من اللاعبين تُقابله محدودية واضحة في الملاعب بما أن الحَديقة تَحتوي على ملعبين مُعشّبين ومَيدانين اصطناعيين وهُناك أرضية خامسة لكنّها «صَغيرة». وتَعيش الحَديقة حَالة من «الإختناق» بفعل كثرة اللاعبين ومَحدودية المَيادين. وقد بذلت الهيئة الحالية مجهودات قِياسية لتحسين البِنية التَحتية لكن هذه الإجتهادات لم تُخلّص النادي من «كَابوس» الإكتظاظ خاصّة في ظلّ استحالة «التَوسّع» لضِيق الفَضاء. ومن هذا المُنطلق، اقتنع الجميع بأن الحلّ يَكمن في إنشاء مركب عصري لفريق الأكابر وذلك خارج أسوار الحديقة «ب». وبهذا الشّكل يُصبح مركب بلخوجة أرحب بما أن مَلاعبه ستأوي تمارين الشبّان فحسب. عدّة سِيناريوهات يدرس أهل الدار جملة من السّيناريوهات بخصوص المكان الأمثل والأفضل لتركيز المركب الجَديد. وتبدو عملية تشييد هذه المنشأة الرياضية في منطقة النحلي من الإحتمالات الواردة. والثابت أن الترجي عاقد العَزم على نقل الفريق الأوّل إلى مركب عصري بحثا عن ظروف أفضل في التحضيرات وأيضا في سبيل تخفيف الضّغوطات على الحديقة التي لن يُسلّم النادي مفاتيحها لأيّة جهة لإرتباطها التاريخي بمسيرة شيخ الأندية مِثلها مِثل ساحة «بَاب سويقة». الرجاء يُهدّد هدّد الرجاء بمقاطعة مُختلف المسابقات القارية بما في ذلك نهائي «السُوبر» الذي من المفروض أن يجمعه بالترجي يوم 29 مارس الجاري في «الدوحة» القطرية. وجاءت تهديدات الرجاء على خَلفية مَا أسمته إدارته ب»المَجزرة التحكيمية» التي رافقت لقاء الفريق أمام نهضة بركان»» لحساب الجولة الرابعة من دور المجموعات لكأس «الكَاف». وقد أصدر مسؤولو الرجاء بيانا طويلا عريضا يستعرضون من خلاله «المَظالم» التحكيمية التي تعرض لها ناديهم أمام نَهضة بركان الذي يترأسه فوزي لقجع وهو في الوقت نفسه قائد الإتحاد المغربي لكرة القدم. الجَدير بالذّكر أن هذه المُباراة المغربية - الإفريقية انتهت بالتعادل السلبي وتجلس نهضة بركان في الصدارة برصيد 8 نقاط في حين يتواجد الرجاء في ذيل الترتيب بثلاث نقاط.