لا أعرف لحبوب الهلوسة ولا للزطلة لا لونا ولا طعماو لا حجما ولا رائحة وما شممت من مشتقاتهما مسحوقا وما وخزت في ذراعي من سائلهما إبرة فلا تلوموني واحسنوا الظن بي إن رأيتموني مترنّحا مخبوطا خبط عشواء فكل الأمور في ساحتنا اليوم تهلوس وتزطل وتجنن أكانت مرئية أو مسموعة ناهيك انه أصبح لا فرق عندي بين ما تأتي به شركات سبر الآراء من نسب نجاح الأحزاب في الانتخابات القادمة ونسب التخلف الذهني والأمية المدعومة بانقطاع 180 ألف تلميذ عن الدراسة سنويا على أن تبقى البركة في حكم الأغبياء وكلا النسبتين عندي خطان متساويان متوازيان لا يلتقيان الا على وليمة الديمقراطية بالمقرونة وزيت الحاكم وسكرة المرحي في قصعة العرس الانتخابي. ما أكثر أعراسنا وما أملأ قفافها أيام زمان في أعراسنا كانت هدية العريس للعروس قفة مملوءة عطورا ومواد تجميل وفواكه جافة وشموعا.. واليوم في أعراسنا الانتخابية أصبحت القفة هدية الأحزاب للناخب مملوءة نتونة ومواد تشويه وعلفة في عرسها عليه. معذرة على هذه الزطلة ماذا أقول عن العرس الانتخابي القادم بعدما عوضت سلع الأتراك منتوجاتنا الوطنية. وألغت ينابيع الانتاج المحلي وأغلقت مصادرها وأراحت يدنا العاملة بكل «قلب أبيض» وأصبح لها في بني جلدتنا أنصار وحراس وخدم وحشم ليس عندي ما أقول سوى: أن ينتخبوا لنا لا رئيسا للبلاد ولا مجلسا تشريعيا وإنما باشا باي و«قيّاد» وصبايحية وشيوخ عروش وقبائل وإن كانوا موجودين اليوم بيننا ولكنهم بالنيابة في حكم الإيالة.