أثبتت التحقيقات الأمنية أن تهريب الأموال والعملة الصعبة الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة له علاقة وطيدة بين مهربي العملة والإرهابيين. وهو ما يؤكد تورط «بارونات» التهريب في تمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية بتونس ... تونس «الشروق» : «الشروق» تفتح ملف تورط «أباطرة» التهريب في تمويل ومد العناصر الارهابية المتواجدة في تونس او إرسال العملة الصعبة الى تركيا ثم تحويلها الى سوريا بمساعدة تجار ومهربين أتراك وتونسيين. وأكدت مصادر أمنية ل«الشروق» أن تمويل المجموعات الإرهابية التونسية الفارة بسوريا وليبيا يتم عن طريق تهريب العملة الصعبة. حيث تقوم عائلاتهم بجمع الأموال بالدينار التونسي. ثم يتم الاتصال بالمهرب الذي يؤمن المبلغ بالعملة الصعبة الدولار أو الاورو وبعد ذلك تقوم جماعات إرهابية تعرف بالخلايا النائمة بمهمة إيصال المبالغ الى الارهابيين في سوريا عبر تجار أتراك وتونسيين وليبيين. وهم الذين يتولون مهمة ايصال المبالغ مقابل نسبة مالية نظير خدماتهم. وأضاف نفس المصدر أن الجماعات الإرهابية القابعة في الجبال التونسية يقع تمويلها عبر المهربين بطريقة مباشرة. حيث يقوم الإرهابيون بالاتفاق مع المهربين المختصين في تهريب العملة عبر وسيط يكون أصيل المنطقة. ويتعامل مع الجانبين في نفس الوقت بمقابل مادي يحصل عليه من الطرفين الإرهابي والمهرب. وفي نفس السياق أكد محدثنا أن توفير الأموال هو مهمة مجموعات تكفيرية ميسورة الحال داعمة لتنظيم «داعش» الارهابي أو عن طريق عناصر موجودة خارج البلاد تكون على اتصال بالمهربين الذين يوفرون الأموال بالعملة الصعبة . وفي هذا الاطار يشار الى أن الوحدات الأمنية بمختلف أسلاكها والقوات العسكرية وفرقة مكافحة الإرهاب تمكنت من الاطاحة بشبكات مختصة في تمويل المجموعات الارهابية التونسية الفارة بسوريا وذلك بعد تأمين المبالغ المالية من قبل عائلات الإرهابيين ثم تحويلها الى تركيا ومنها الى سوريا بمساعدة مهربين تونسيين وأجانب. كما تمكنت الوحدات الأمنية والديوانية من إلقاء القبض على عديد المهربين وحجز مبالغ مالية ضخمة قدرت بالمليارات. حيث وصلت الى ما يقارب 35 مليارا خلال السنوات الأخيرة كانت "أباطرة" التهريب يعتزمون تهريبها وإيصالها الى الإرهابيين داخل تونس أو خارجها. ويشار الى أن أهم المناطق التي تم فيها حجز الأموال التي كان من المقرر تهريبها الى الارهابيين في الجبال التونسية أو بؤر التوتر في سوريا وليبيا هي جبل عرباطة بقفصة والقصرين جبل الشعانبي ومنطقة رواد بالعاصمة. وهي أبرز المناطق التي تتمركز فيها الجماعات الإرهابية . وبالإضافة الى تورط أباطرة التهريب في تمويل الجماعات الارهابية بالأموال فإن للجمعيات دورا في هذا التمويل المشبوه ذلك أنه رغم حل أكثر من 100 جمعية ثبت وجود شبهات تحوم حول تمويلها فإن هناك عددا كبيرا من هذه الجمعيات وخاصة الخيرية منها التي مازالت تواصل نشاطها في تونس رغم وجود خروقات قانونية تتعلق بتأسيسها والاعلان عنها.