أمام تُخمة المواعيد الكروية سَتحتار الجماهير التونسية اليوم بين الفُرجة على «كلاسيكو» رادس و»دِربي» المنستير. الأمور مَحسومة بالنّسبة إلى أحباء الجمعيات المَعنية بحكم أن القُلوب مُعلّقة ب»المَريول» الغَالي صباحا مساءً ويوم الأربعاء. أمّا بخصوص المُشاهد «المُحايد» أوذلك الذي يَستهويه «التَنبير» على الخُصوم فإنه سيتنقّل بين رادس وبن جنّات عَبر الضّغط على أزرار «الكُوموند» وهي نفس الطريقة التي يُدير بها الجريء «دَوري الحكّام». * في رادس، انتزع الترجي تأشيرة العُبور إلى المرحلة القَادمة من رابطة الأبطال الإفريقية وهو ما أسعد الأنصار خاصّة أن شيخ الأندية التونسية كَان أوّل المُتأهلين لخوض «مَعركة» الدّور ربع النهائي ومُواصلة الدّفاع عن الزّعامة القَارية. وبعد الإطمئنان «النِسبي» على الحُلم الإفريقي، يُخطّط الترجي اليوم للتغلّب على فريق عاصمة الجنوب من أجل إعلان «الهُروب» في سباق البطولة المحلية والتي تَبقى من «الوَجبات الأساسية» ل»غُول إفريقيا» الطّامع في أكل الأخضر واليَابس إحتفاءً بالمائوية. ويجلس نادي «بَاب سويقة» على بُعد ثلاث نقاط من ضَيفه ما يَضع فريق الشعباني أمام حَتمية الإنتصار حِماية لكُرسي الحُكم وأيضا في سَبيل الردّ على هزيمة الذهاب بقيادة خالد بن يحيى الذي قصد آنذاك الطيّب المهيري على رأس الترجي ولم يَكن يَعلم أن المَكتوب سَينتهي في بَاب الجِبلي بالذات. ومن جَانبه، يأتي «جُوفنتس العرب» إلى رادس برأس مرفوع وبمعنويات تُناطح السّحاب بعد أن استعاد «السي .آس .آس» الرّوح بفضل الترشّح إلى الدّور ربع النهائي لكأس الكنفدرالية الإفريقية. وقد جاء هذا المَكسب ليُطفىء بُركان الغَضب الذي اجتاح عَاصمة الجنوب ويُنقذ الهولندي «كرول» ولو إلى حين من جَحيم الإنتقادات. ولاشك في أن جُرعة الأوكسيجين التي تحصّل عليها «الصّفاقسية» بعد الفوزين الأخيرين على «نَجمي» المتلوي والسّاحل من شأنها أن تُعزّز ثقة الجمعية لقهر «المكشخين» في عُقر دارهم وأمام جَماهيرهم. ويعرف النادي الصفاقسي أن النجاح في اجتياز امتحان الترجي يَعني تَقاسم الريادة وتجديد الترشح لنيل اللّقب «الهَارب» من عاصمة الجنوب منذ 2013: أي في «الوِلاية الأولى» لخرّيج المدرسة الهُولندية «رود كرول» الذي حصد الألقاب في «باب الديوان» و»بَاب سويقة» والمُتسبّب أيضا في «تَأزيم» العَلاقات بين الناديين. وقد أصبحت تلك «الحَادثة» جُزءً من الماضي والأمل كلّه أن يحصل الأمر نفسه مع مَهزلة «الحَظر» المفروض على الجماهير الزائرة في «الكلاسيكو». ونُراهن في ذلك على الرئيسين حمدي المدب والمنصف خماخم لتجاوز هذه الفَضيحة التي لا تليق أبدا بتاريخ القلعتين اللّتين تخرّج منهما عَمالقة الكرة التونسية على رأسهم «الأمبراطور» طارق ذياب و»سَاحر الجيلين» حمّادي العقربي وهما من العناصر الدولية التي أثّثت «ملحمة» الأرجنتين عام 78. وهذه هي العلاقة الحَقيقية بين الفريقين أمّا ما يَحدث من خِلافات واتهامات حول صَفقات اللاعبين والمدربين وحول «الفيتو» المرفوع في وجه المحبين الزائرين لصفاقسورادس فهو نَشاز و»لعب عيال». * في المنستير قمّة أخرى تَحبس الأنفاس وستستولي حتما على اهتمام الناس قياسا بالتَنافس التاريخي بين الإتّحاد العَتيد والنّجم العَنيد. ويضع فريق الدريدي آماله على لقاء الأجوار لحصد إنتصار يُبعده عن المنطقة الحَمراء ويُعزّز ثقته في البقاء بعد أن كان قاب قوسين أوأدنى من رَمي المنديل. ولاشك في أن «المِستيرية» يَملكون من التَقاليد والعَتاد ما يسمح لهم بالنَجاة من الغَرق وهو الحلم الأكبر في عاصمة الرباط التي لم تَنس جماهيرها كذلك «الطّريحة» التي تعرّضت لها الجمعية على يد «ليتوال» في مرحلة الذهاب وهو ما يُشكّل دافعا إضافيا للقِتال من أجل تحقيق الفوز على الجار القادم إلى مهد حيزم و»المُجاهد» وطبقة وهو في قمّة الغضب. ومن المعلوم أن النجم انهزم في مُواجهته الإفريقية الأخيرة أمام «السي .آس .آس» وسط اتّهامات للحكم الجزائري مصطفى غربال بسَرقة «عَرق» اللاعبين و»السّطو» على حق فريق «لومار» في الخروج من صفاقس بنتيجة ايجابية وربّما كانت ستحسم أمر الترشح إلى الدور المُوالي من كأس الكنفدرالية. ومن الواضح أن النجم سَيُفجّر غضبه في المنستير «إنتقاما» من مُواطن و»صَديق» عبيد شارف في «السّرقات التَحكيمية». كما أن «ليتوال» «ستثور» في بن جنّات لِتُعيد خلط الأوراق وقلب المُعطيات في أعلى الترتيب خاصة أن فريق جوهرة السّاحل راجع بقوّة و»طَامع» في انتزاع اللقب في «موسم الأحلام» بما أن النجم يُطارد أربع بطولات وكؤوس بين محلية ودولية. والكلّ يُريد والكرة ستفعل ما تُريد خاصّة عند «التآمر» مع «حكّام المنظومة». البرنامج بطولة الرابطة «المُحترفة» الأولى (الدفعة الأخيرة من الجولة 17) (س14 و30دق) في رادس: الترجي الرياضي – النادي الصفاقسي (الحكم المصري جهاد جريشة) في المنستير: الإتّحاد المنستيري – النجم الساحلي (الحكم محرز المالكي)