بعد سنوات من هيمنة سينما المؤلف التي نظّر لها النوري بوزيد خاصة عاد السينمائيون الى الادب التونسي والى الرواية التونسية تحديدا. فلأول مرة منذ سنوات سيشاهد الجمهور التونسي في المسابقة الرسمية اكثر من شريط سينمائي مأخوذ عن عمل ادبي تونسي فالشريط القصير «راعي النجوم» لمراد بن الشيخ مأخوذ عن قصة بنفس العنوان لعلي الدوعاجي، والشريط الاول الطويل لمعز كمّون «كملة رجال» مأخوذ عن رواية حسن بن عثمان «كلمة رجال». وفي الحقيقة علاقة الرواية والقصة التونسية بالسينما قديمة وتعود بدايتها كما اكد لنا ذلك الدكتور الهادي خليل الى الشريط القصير «2+2=5» لحسن دلدول اول الستينات المأخوذة عن قصة لمصطفى الفارسي. ثم ظهر شريط حمودة بن حليمة «خليفة الأقرع» المأخوذ عن قصة بنفس العنوان للبشير خريف اما في السبعينات فكانت تجربة الشريط المشترك بين فريد بوغدير والهادي بن خليفة المأخوذ عن قصص «في بلاد الطرنني» من مجموعة «سهرت منه الليالي» لعلي الدوعاجي كما قدّم في نفس الفترة ابراهيم باباي شريط «وغدا» المأخوذ عن رواية و»نصيبي من الأفق» لبعد القادر بن الشيخ وواصل باباي تعامله مع الرواية التونسية في شريط: ليلة السنوات العشر المأخوذ عن رواية بنفس العنوان لمحمد صالح الجابري وقدّم ايضا توفيق الرايس شريطا قصيرا «تحت برج الحوت» عن قصة لمحمد رضا الكافي اما علي العبيدي فتعامل مع الرواية التونسية في مناسبتين «برق الليل» للبشير خريف و»الرديف 54» انطلاقا من رواية «يوم من ايام زمرا» لمحمد صالح الجابري. والمتأمل في الرصيد الادبي التونسي وخاصة الروائي والقصصي سيكتشف مجموعة من الاعمال الصالحة للمعالجة السينمائية والتلفزية لكن اغلب المخرجين لا يقرأون!