دمشق (وكالات) بعد أشهر من المهادنة ومحاولات اقناع التنظيمات المتطرفة بضرورة الخروج من المدينة والتفاوض مع الحكومة السورية ،قامت أمس القوات الجوية الروسية بالتنسيق مع الجيش السوري بتنفيذ غارات مكثفة ودقيقة على مستودعات اسلحة تابعة لجبهة النصرة في مدينة ادلب السورية . و إستهدف سلاح الجو الروسي تجمعات للإرهابيين في المدينة ما اسفر عن مقتل اكثر من 23 مسلحا وجرح 56 اخرين وفق تقارير ميدانية. وأسفر القصف الذي استعملت فيه طائرات «السوخوي» ذات الدقة العالية سجنا تابعا للإرهابيين المدعومين من تركيا في المدينة ،حيث تمكن عشرات المدنيين من الفرار من تلك السجون غير القانونية . وكانت روسيا قد وقعت هدنة مع تلك التنظيمات المتطرفة بالتنسيق مع الجانب التركي لكن المجموعات المسلحة لم تلتزم بالتفاهمات حيث ارتفعت الانتهاكات التي يمارسها الارهابيون ضد المدنيين. وتمثل محافظة إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمائة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها «هيئة تحرير الشام»، التي شن عناصرها على مدار الأشهر الماضية عشرات المحاولات لمهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم عبر الطائرات من دون طيار. وتعتبر هذه المحافظة منطقة لخفض التصعيد أقيمت عام 2017 نتيجة اتفاق تم التوصل إليه في إطار عمل منصة أستانا الخاصة بتسوية الأزمة السورية بين روسياوتركيا وإيران. وينص الاتفاق أيضا على قيام تركيا بفصل «الإرهابيين» في المنطقة عن عناصر «المعارضة المعتدلة». وأوقف هذا الاتفاق شن هجوم من الحكومة السورية على إدلب بعد تحذيرات دولية من أن إطلاق العملية سيتسبب بكارثة إنسانية خطيرة في المنطقة التي يقطنها حوالي 3.5 ملايين نسمة.