ما هي البدائل الفلسطينية والأردنية، ومن خلفهما العربية والإسلامية لمواجهة ما يطلق عليها «صفقة القرن» الصهيوأمريكية، لتصفية القضية الفلسطينية؟ وهل استعد الطرفان، الأردني والفلسطيني تحديداً، لكونهما الجانبين الرئيسيين المعنيين بشكل أكبر، في ظل سبات عربي هنا، وتواطؤ عربي علني هناك، أم أنهما، يترقبان الإعلان الرسمي عن بنود الصفقة؟ وحينها قد يصبح أي تحرك سياسي ودبلوماسي أو شعبي غير مجد ربما، ومتأخرا جداً. قبل هذا...هل ثمة بدائل فعلية، وأوراق سياسية، في يد الأردنيين والفلسطينيين، أم أن الأمور حسمت. وينتظران ما سيقرره السيد الأمريكي الذي يمثل الجانب «الاسرائيلي» تماماً، وينوب عنه. بل يزايد على موقفه. وما هو الدور الشعبي المطلوب في هذه المرحلة حالكة الظلام، من تاريخ القضية الفلسطينية والأمة بأسرها؟ لكي ندرك هول التحديات القادمة، وتداعياتها، من أي قبول لتمرير الصفقة المشؤومة، يتوجب أن نضع في الحسابات جيداً، أنها ستفضي إلى خلق واقع إقليمي جديد، بعد إلغاء الهوية الفلسطينية لملايين اللاجئين في الشتات، وتوطينهم حيثما وجدوا، وكذلك التخلي التام عن مدينة القدسالمحتلة، التي استبق الأمريكيون قرصنتها بإعلانها عاصمة لكيان الاحتلال، والقبول بقضم 15 في المئة من إجمالي مساحة الضفة الغربيةالمحتلة لصالح المستوطنات المقامة عليها، مما يعني، التخلي عن مساحات إضافية من فلسطين، والاعتراف بها كأراض غير محتلة لصالح كيان الاحتلال، على حساب 2،5 مليون فلسطيني يعيشون هناك. كل هذا، تحت وقع تدشين الدولة اليهودية الخالصة، وقوننتها، على حساب المقدسات، والشعب، والأرض الفلسطينيةالمحتلة التي لا تجد اليوم من بواك عليها. وهنا، يستوجب طرح أسئلة استباقية، ستجد حكومات ودول وأنظمة عربية نفسها أمامها إن آجلاً أو عاجلاً : من يجرؤ التوقيع على تسوية تؤدي إلى التخلي عن مدينة القدس المقدسة ؟ من هو «الزعيم» الذي سيعلن انتحاره السياسي، ويقبل إلغاء حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، دون تفويض منهم، أو موافقتهم، أو حتى استمزاج رأيهم؟