تونس(الشروق) تظهر من حين لآخر عمليات سبر اراء تخص المشهد السياسي وتوجهات الناخبين وكان اخرها ما كشفته شركة سيغماي كونساي حول ترتيب المتنافسين في التشريعية وفي الرئاسية. ووفقا لنتائج سبر الآراء المذكور فقد القايد السبسي موقعه في السباق الرئاسي وبرزت عبير موسى كمنافس ليوسف الشاهد وقيس سعيد والمنصف المرزوقي في سباق الرئاسة فيما احتلت حركة النهضة ونداء تونس وتحيا تونس والجبهة الشعبية والحزب الدستوري الحر مراتب متقدمة في السباق حول التشريعية. ويبدو ان نتائج سبر الآراء المذكورة عكست ما يتم تداوله في المجالس فالجميع يتحدث عن تقدم للشاهد في الرئاسية وتقدم للنهضة في التشريعية وعن فقدان الباجي قايد السبسي لحظوظه في السباق الرئاسي وغيرها من المعطيات العامة المتداولة. كما من المنتظر تواتر نشر نتائج سبر اراء لمؤسسات أخرى تجارية دخلت هذا السوق، سوق سبر الآراء ذات البعد السياسي، ما بعد العام 2011 في المقابل يتواصل الفراغ التشريعي الخاص بتنظيم هذا القطاع الهام والحسّاس باعتبار دوره الرئيسي في توجيه الناخبين والمساهمة في صعود نجم اشخاص وأحزاب وأفول نجم أحزاب أخرى واشخاص. علما وان المعهد الوطني للإحصاء، كهيكل عمومي، لا يقوم سوى بعمليات سبر الآراء الخاصة بالاقتصاد والمجتمع وهو بعيد كل البعد عن المسائل السياسية رغم ان إمكانية المعهد وخبرته يسمح بالقيام بهذا الدور في سبر الآراء ويسمح بتقديم نتائج بعيدة كل البعد عن المسائل الربحية إذ هو ليس شركة تجارية. وقد علمنا من مصادر مطلعة في المعهد بانه يجري تنقيح قانون 1999 لتوسيع مجالات التغطية وان عملية التنقيح قد تسمح للمعهد بتولّي هذا الدور خلال هذا العام الانتخابي. في المقابل ما تزال المبادرة التشريعية التي تقدم بها حزب التيار الديمقراطي الى لجنة التشريع العام في البرلمان في الرفوف وفقا لما ذكره النائب غازي الشواشي ل»الشروق» مضيفا «منذ ماي 2016 تقدمنا بهذا المشروع إلا ان مكتب لجنة التشريع العام والذي تسيطر عليه الأحزاب الحاكمة جعلت المبادرة في الرفوف». وحمّل الشواشي مسؤولية هذا التعطيل في تنظيم قطاع سبر الآراء الى الأحزاب الحاكمة مؤكدا انّ «تلك الأحزاب مستمتعة بما تورده نتائج سبر الآراء أيا كانت مصداقيتها ورغم فشل خياراتها التي أدت الى تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الا انها تتجاهل تنظيم سبر الآراء ما دامت منتفعة منه». وبخصوص المبادرة التي تقدم بها التيار الديمقراطي أوضح الشواشي ل»الشروق» انها «تنظّم تكوين مؤسسات سبر الآراء وتحدد المعايير والضوابط لسبر الآراء واحداث كراس شروط ينظم نشاطها وهيئة لمراقبة مدى احترامها للضوابط وتسليط عقوبات جزائية على المخالفين فمن قال إنّ سبر الآراء الحالي يتم وفقا للمعايير وان عينة البحث حقيقية وما مدى صحة العينة ؟وما مدى صحة تلك النتائج؟». كما قال الشواشي إن المعارضة ستبدأ مشاورات الأسبوع القادم للدعوة لتنقية المناخ العام للانتخابات ومنها تنظيم سبر الآراء ومراقبة تمويلات الحملات الانتخابية بهدف التشجيع على الانتخابات وعلى المصداقية ومن اجل تكافؤ الفرص في الانتخابات قائلا «لن نقبل انتخابات قبل تنظيم سبر الآراء الذي هو قطاع يعمل اليوم مثل الانتصاب الفوضوي ويخدم مصلحة الأحزاب الحاكمة».