ضبط الأسماء التي ستؤثث القائمات الحزبية في الانتخابات التشريعية وترتيبها، أكثر الملفات التي تثير إشكالات داخل الأحزاب. تونس «الشروق» أشهر قليلة تفصلنا عن الانتخابات التشريعية، وفي هذه الفترة تستعد كل الأحزاب لضبط قائماتها التي ستخوض الانتخابات التشريعية، لكن هذه الأحزاب تصطدم معظمها باشكالات موضوعية تطرأُ في كل الأحزاب واشكالات ذاتية متعلّقة بتركيبة كل حزب وخصوصياته. حزب حركة نداء تونس من بين الأحزاب التي تشهد إشكالات داخلية كبرى تعرقل تحديد ملامح القائمات الانتخابية، فنواب الحزب الحاليون يرغب معظمهم في الترشح والعودة الى البرلمان وهو ما يضعهم في مواجهة مباشرة مع قيادات أخرى في الحزب، خيّرت البقاء في النداء ولم تغادره بالرغم من سلسلة الاستقالات التي عرفتها مسيرة الحزب في الفترة الأخيرة، وبقي هؤلاء في النداء على أمل الترشح في الانتخابات التشريعية وحجز مقاعد في البرلمان . صراع النواب الحاليين مع القيادات الراغبة في تمثيل النداء في البرلمان القادم منحصر أساسا في ترؤس القائمات الانتخابية والمرتبة الثانية، باعتبار ان حظوظ الفوز لا تتجاوز الأول والثاني الا في حالات نادرة، وهو ما يجعل المسالة قابلة للتطور الى احداث انقسام اخر في النداء. حركة النهضة أما حركة النهضة، فهي من اكثر الأحزاب التي تسعى الى حسم هذه المسألة في مؤسساتها عبر انتخابات تمتد من المحلي الى الجهوي الى المركزي، لكن بالرغم من كل الآليات التي تعتمدها النهضة حتى لا يخرج ملف حسم القائمات الانتخابية عن هياكلها، فإن الامر لا يخلو من وجود خلافات داخلية قابلة للبروز خارج أُطر النهضة في أي وقت . الخلاف الأساسي في داخل النهضة يتمثل في رغبة عدد كبير من نواب الحركة في البرلمان الحالي الترشح للانتخابات التشريعية القادمة ,ومعظمهم من نواب المجلس التاسيسي أي انهم يريدون المواصلة في المهمة البرلمانية حتى بعد ثماني سنوات من الاضطلاع بهذه الوظيفة، هؤلاء النواب يواجهون رغبة عدد كبير من القيادات الوسطى للحركة في الترشح للانتخابات التشريعية ويرفعون شعار التداول على تمثيل الحركة في المؤسسة التشريعية. لئن كان ملف تحديد ملامح القائمة الانتخابية يُحسم بالتصويت إلاّ أن الصراع موجود وهو صراع انطلق منذ اعراب بعض النواب عن رغبتهم في إعادة الترشح، والراغبون الجدد في تمثيل الحركة في البرلمان يدفعون في سياق انسحاب النواب الحاليين من سباق التصويت وترك المساحة لهم ليأخذوا فرصتهم في تمثيل الحركة. "تحيا تونس" حزب تحيا تونس ليس منفصلا عن المناخ السياسي في تونس بالرغم من حداثة تشكّله، وهو يحمل في داخله نفس بذرات الخلاف التي تحملها معظم الأحزاب في تونس فالصراع على تشكيل ملامح قائمات الانتخابات التشريعية انطلق منذ تأسيس الحزب. الخلافات حول القائمات التشريعية في حزب تحيا تونس يمكن تقسيمها الى سياقين أساسيين، الأول يتعلق بصراع النواب الحاليين مع عناصر أخرى راغبة في تمثيل الحزب في البرلمان القادم، وسياق ثان يتمثّل في وجود نواب ينتمون الى نفس الدائرة الانتخابية وكل واحد منهم يرغب في ترؤس القائمة الانتخابية للحزب في الانتخابات القادمة. الجبهة الشعبية الجبهة الشعبية أحد المكونات السياسية التي تعاني نفس الإشكالات، فالجبهة تشهد صراعا في داخلها وبين مكوناتها حول تقسيم القائمات الانتخابية بين مكوناتها الحزبية و نفوذ كل حزب في القائمات، إضافة الى أن القيادات التاريخية لاحزاب الجبهة الشعبية والتي تمثلها اللآن في البرلمان ترغب في العودة لتمثيلها مرة أخرى في البرلمان القادم. هذه القيادات تواجه رغبة عناصر أخرى في البروز وتأثيث واجهة الجبهة الشعبية، وتعتبر هذه العناصر ان معظم قيادات الجبهة فشلوا في تحقيق نتائج واقعية ويوجهون انتقادات لاذعة لهذه القيادات في مواقع التواصل الاجتماعي حتى أن بعضهم يدفع في سياق تغيير جذري لواجهة الجبهة الشعبية. صراع المناضلين .. ورجال الأعمال باقي الأحزاب تعاني نفس الإشكالات تقريبا واغلبها منقسم بين ضرورة تمكين ما يُسمى " مناضلي الحزب " من قيادة القائمات الانتخابية ومن يدفع في سياق تمكين رجال الاعمال وشخصيات نافذة من ترؤس هذه القائمات نظرا لامكانياتهم الهامة في الاستقطاب وتحقيق نتائج إيجابية.