كشفت أمس تقارير فلسطينية وبريطانية وعبرية وأمريكية أن الرئيس الأمريكي ينوي تمليك الضفة الغربية للكيان الصهيوني، وذلك بعد توقيعه على قرارين مماثلين تم خلالهما الاعتراف بسيادة الصهاينة على الجولان السوري والقدسالمحتلة خلال الفترة الماضية. القدسالمحتلة (وكالات) قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس الاربعاء إن "السياسة الأمريكية لن تجلب الأمن لأحد. وهم يمهدون لما بعد الاعتراف بالسيادة «الاسرائيلية» على الجولان، والاعتراف بضم الضفة. ومن ثم الإعلان عن الاعتراف الأمريكي بدولة غزة تحت راية حماس، لأن هذا منطق الأمور". وأضاف في معرض تعليقه على تصريحات السفير الأمريكي في الكيان الاسرائيلي ديفيد فريدمان، حول أحقية «إسرائيل» بالسيطرة على الأمن في الضفة: "نحن نعيش عصر ما بعد القانون الدولي، وما بعد الأخلاق والأعراف الدولية، مشيراً إلى أن الشعب العربي لن يقبل استمرار الوضع القائم، لأنه وضع ظلم وإذلال". وتابع: "يجب إعادة اللحمة وإنهاء الانقلاب والانقسام. ولا يمكن استمرار الوضع في غزة، على ما هو عليه".وأوضح أن التهدئة مصلحة وطنية عليا وخيار فلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية.وأكد عريقات "أن الذي يوقف الجرائم الإسرائيلية، والتي تتحمل تل أبيب مسؤوليتها تماماً، هو وقف الانقلاب". وأثارت القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترومب، وبدأت تكشف تفاصيل طريق صفقته السياسية الحساسة، لُعاب الإسرائيليين خاصة بعد اعترافه بالسيادة «الإسرائيلية» على القدس وهضبة الجولان المحتلتين. هذه القرارات التي حظيت بتأييد «إسرائيلي» يعد الأكبر في تاريخ العلاقات مع إدارة البيت الأبيض، دفعت بالكثير من السياسيين «الإسرائيليين» إلى تعليق آمال كبيرة على قرارات أخرى مماثلة لكن أكثر جرأة، قد تغير خريطة الصراع الفلسطيني والإسرائيلي وتقلبه رأساً على عقب.وآخر الدعوات التي وجهت الى ترومب بعد أن فتحت قراراته شهيتهم، مطالبة النائب اليميني الإسرائيلي المتطرف «بزلئيل سمورتيش» ترامب بالاعتراف بسيادة «إسرائيل» على الضفة الغربيةالمحتلة بأكملها، وضمها الى دولة الاحتلال.وكتب «سمورتيش»، عبر «تويتر»، معلقاً على إعلان ترامب بشأن الجولان : «الرئيس ترومب شكراً لك. منذ 52 عاماً نجحنا أيضاً في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). فهي أيضاً ذات أهمية استراتيجية وتاريخية وأمنية لإسرائيل». وأضاف: «لقد حان الوقت للاعتراف بسيادتنا على يهودا والسامرة. بعون الله، سنعمل على تحقيق تلك الخطوة قريباً. ونأمل في دعمكم (ترومب) أيضاً». ومن جهته انتقد الصحفي البريطاني، روبرت فيسك، خضوع الولاياتالمتحدةالأمريكية التام لمطالب إسرائيل، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون «وبالا على شعوب الشرق الأوسط».وتساءل الصحفي البريطاني: «متى يأتي الدور على الضفة الغربية لتمنحها الولاياتالمتحدة لإسرائيل نهائيا وللأبد؟»، معتبرا أن اعتراف ترامب ب «سيادة» إسرائيل على الجولان المحتل يعد «هدية إلى بنيامين نتنياهو لإعادة انتخابه رئيسا للوزراء». سياسيون ومحللون فلسطينيون أكدوا أن مساندة ترومب للاحتلال الإسرائيلي قد فاقت كل حدود التوقعات. وتجاوزت القوانين الدولية والإنسانية. وهي «مكافأة على جرائمه»، مشددين في تصريحات خاصة ل»الخليج أونلاين» على أن خطوة إعلان الضفة تحت سيادة «إسرائيل» متوقعة. وقد تُشعل انتفاضة دائمة في الأراضي الفلسطينية سيكون أكثر المتضررين منها الاحتلال.