تمتد غابات جندوبة على 120 ألف هكتار. و تتميز بتنوعها من حيث الغطاء النباتي والحيواني الا أنها تتعرض الى عديد الاعتداءات وخاصة الحرق والقص العشوائي وبدرجة أكبر تحويلها الى مصبات للفضلات. جندوبة الشروق: توجد بولاية جندوبة 07 مصبات فضلات ( جندوبة - جندوبة الشمالية - طبرقة - غار الدماء - عين دراهم - فرنانة - بوسالم ) منها 05 داخل الغابات ( الوراهنية طبرقة - عين دراهم - الأحيرش جندوبة الشمالية - السلايمية فرنانة - غار الدماء ) و تحتل هذه المصبات أكثر من 10 هكتارات من الغطاء الغابي. و تلحق أضرارا بالغابة القريبة منها على أكثر من 100 هكتار. والأخطر من هذا وجود مواد سامة و خطيرة تتسرب الى المياه الباطنية و الجوفية خاصة أن النفايات الطبية تلقى في مصب في غابات الاحيرش . محمد العوادي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة أكد أن وجود مصبات للفضلات بالغابات جاء في إطار الاستغلال الظرفي . و ان تركيز مصبات هو أمر واقعي بكل البلديات تقريبا , لذلك اختلفت مواقعه داخل الغابات و بالمناطق الفلاحية و بأطراف المدن ,و بالنسبة الى ولاية جندوبة يبقى الحل في مركز جامع لرسكلة النفايات و الذي كان مقررا تركيزه ببلطة بوعوان . العوادي أضاف أنه في إطار الحد من استغلال الغابات كمصبات للفضلات تم غلق مصب الفضلات جاب الله طبرقة على أمل الوصول الى حلول بالتنسيق مع وزارة البيئة للحد من استغلال الغابات كمصبات للفضلات . من أجل واقع بيئي أفضل محمد المعروفي رئيس الجمعية التونسية للمياه و الغابات أكد أن الجمعية و بالشراكة مع منظمة العمل الدولية و بدعم من السلط الجهوية و المنظمات الوطنية سوف تنظم مهرجان المياه و الغابات أواخر شهر جوان 2019. و هذه التظاهرة سوف تبرز أهمية القطاع الغابي والمائي بإقليم الشمال الغربي من حيث المنتوجات و النباتات العطرية و الطبية و المواد الانشائية . كما ستتطرق مع الخبراء الأجانب و الادارات و الدواوين الساهرة على هذا القطاع الى المسائل البيئية والمحافظة على الثروات النباتية والحيوانية، و القضاء على المصبات العشوائية بالتنسيق مع البلديات المعنية بدعم من وزارات الفلاحة و الشؤون المحلية و البيئة دون أن نغفل دور المجامع التنموية والمشروع المندمج للمشاهد الغابية الذي سيدعم نشاط الجمعيات و المجامع الغابية . الحل في مصب فضلات مهيأ ومجهز النوري المشرقي رئيس بلدية فرنانة أكد أن الحل يمكن أن يكون من خلال مشروع مصب فضلات مهيأ لكل المعتمديات و البلديات بجندوبة. تتم فيه رسكلة الفضلات بطريقة علمية. وهو ما من شأنه أن يحد من استغلال الغابات كمصبات للفضلات و في ذلك محافظة على الغابة و على دورها الحقيقي . ومن جانبه أكد حسني غناي أن اعتداء الانسان على البيئة و الطبيعة تطور في معانيه من إلقاء الفضلات على جوانب الطرقات و الأراضي الفلاحية ليصل إلى الغابة. و الغريب في الأمر أن هذا الاعتداء تقوده البلديات من خلال تركيز مصبات للفضلات التي تساهم في التلوث و تزيد في إمكانية تعرض الثروة الغابية للحرائق خاصة أنه يتم بصفة دورية حرق محتويات هذه المصبات و فيه كذلك اعتداء على سكان المناطق الغابية. حيث يعم الدخان و يصبح التنفس صعبا . ومن جهته أكد صلاح الفرشيشي رئيس بلدية بلطة بوعوان أن البلدية تستعمل مصب أولاد عرفة بوسالم للتخلص من الفضلات في انتظار تركيز مصب خاص بالبلدية. وبخصوص مصبات الفضلات وسط غاباتنا فإنه اعتداء صارخ على الطبيعة و البيئة و اعتداء على الثروة المائية الباطنية و الحل في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة لا بد من تركيز مصب جامع بالجهة على غرار المصب الذي سيتم تركيزه بولاية باجة و يكون مجهزا و تتم به الرسكلة و الفرز . أما عبد الله رجايبي رئيس بلدية طبرقة فقد أكد أنه في إطار حماية الغابة من تركيز المصبات تم غلق مصب الفضلات بطبرقة القريب من المستشفى الجهوي و يؤثر على السياحة و الصحة و على المائدة المائية الموجودة تحته و بالقرب منه و تم تركيز مصب آخر بالوراهنية و البعيد عن كل تلوث أو اعتداء على الغابة مع أن البلدية بالتنسيق مع الألمان تنظر بجدية في تدعيم المصب بمركز رسكلة بمواصفات عالية وعلمية دقيقة . وليد غزواني الناشط بالمجتمع المدني أكد أن مسألة تركيز مصبات فضلات بالغابات فيه اعتداءات صارخة على الطبيعة و المائدة المائية و على الصحة من خلال ما تحتويه الفضلات من مواد صحية و طبية ومواد سامة تؤثر على التربة و صحة المواطن و الحيوانات و نباتات الغابة من خلال عملية حرق هذه النفايات وغياب دور الرقابة و الفرز و الرسكلة. ومن جهة أخرى أكد عدد من سكان مناطق خليج ملاق و معلى وشارن معاناتهم التي لا تنتهي بسبب مصب فضلات جندوبة حين تكسو المناطق سحابات من الدخان و تعم روائح كريهة . كما أضاف المتساكنون أن عدة هكتارات من أراضيهم المحاذية للمصب تضررت و تراجعت خصوبتها و انتاجها. و هي نفس الاضرار التي تلحق بالأراضي الغابية المحيطة والقريبة من المصبات الخمسة التي تم تركيزها وسط غابات جندوبة .