في وقت يشهد فيه العالم تطورا ومزيدا من الالتصاق بخدمات الاتصال والتكنولوجيا، نجد أن تحولات ملامح المنتدبين الجدد من حاملي الشهائد العليا قد تغيرت أيضا. ويبدو أن الشهادة التقليدية لم تعد لوحدها مرضية لأرباب الأعمال. يفسرّ التحوّل في خارطة التشغيل بتنامي استخدامات الانترنت عبر العالم والتي تحوّلت إلى آلية من آليات الاقتراب من المستهلك وإسدائه الخدمات، وهي أيضا طريقة للتسويق ولتقليص المسافات بين مسدي الخدمة والحريف، والأكثر من هذا فإن طرق العمل الجديدة الرقمية هي وسيلة لضمان الشفافية ومقاومة التهرب الجبائي. الواضح اليوم أن على الاقتصاد الوطني مواكبة هذه التطورات التي غزت العالم. وهو ما يتطلب بالضرورة تغيير وتحسين برامج التعليم العالي ورسكلة الخريجين القدامى ممن تعود مهاراتهم إلى متطلبات عصر آخر. أما الخشية الكبرى فهي أن نستيقظ كأهل الكهف لنشهد أن قطار التقدم والحداثة قد فاتنا واللغة التي نتحدث بها لا تتلاءم مع عصر يغير من أبجدياته بخطى عملاقة، غير ملتفت للكسالى والمتهاونين.