أعلن وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف ، «اقتلاع النظام» والتحفظ على رئيس البلاد عمر البشير «في مكان آمن»، في وقت رفض فيه المحتجون هذا «الانقلاب» الجديد مطالبين بحكومة مدنية. الخرطوم (وكالات) وفي بيان تلاه على التلفزيون الرسمي، قال بن عوف «أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله»، منتقدا «عناد النظام» وإصراره خلال الأشهر الماضية على «المعالجات الأمنية» في مسألة الاحتجاجات الشعبية. كما أعلن «تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان»، مشيرا الى أن المجلس سيلتزم «تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية». وأعلن بن عوف تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان، مشيرا الى أنه سيتم وضع «دستور جديد دائم للبلاد» خلال الفترة الانتقالية، و «حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء». كما أعلن حلّ حكومات الولايات ومجالسها التشريعية. وقال وزير الدفاع إنه تقرر إغلاق أجواء البلاد «لمدة أربع وعشرين ساعة» والمداخل والمعابر الحدودية «حتى إشعار آخر»، معلنا «حالة الطوارئ لمدة ثلاثة اشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساء الى الرابعة صباحا». وأعلن أيضا «وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان» الذي يشهد نزاعات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة في عدد من المناطق في البلاد، بينها دارفور في الغرب، و»إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا». من جهة أخرى احتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة السودانية الذي عزل الرئيس عمر البشير وأعلن مجلس حكم عسكري لإدارة فترة انتقالية لمدة عامين. وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير المتوقع، إلى الغضب وهتف الكثيرون «تسقط تاني»، بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف «تسقط بس» ضد البشير، كما هتفوا «ما بنبدل كوز بكوز»، في إشارة إلى رفضهم تسلم أحد رجال النظام السلطة. ورفضت قوى الحراك الشعبي في السودان بيان قائد الجيش، معتبرين ذلك «إعادة إنتاج للنظام ولا يعبر عن مطالب الشعب بتغيير النظام بالكامل». وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين رشيد سعيد لوكالة «سكاي نيوز عربية»، إن «ما تحقق شيء ضئيل جدا. لم يكن الهدف إسقاط البشير فقط وإنما إسقاط النظام بالكامل بكافة مؤسساته وهيآته». وفي بيان رسمي، قالت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم عددا من الأحزاب المعارضة وتجمع المهنيين، إن بيان المؤسسة العسكرية يعد «انقلابا عسكريا تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها. يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها أن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان». واضاف البيان: «إننا في قوى إعلان الحرية والتغيير نرفض ما ورد في بيان إنقلابيي النظام، وندعو شعبنا العظيم للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان». موسكو تدعو لتسوية سلمية وديمقراطية في السودان موسكو (وكالات) قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا تأمل بأن تعمل جميع القوى السودانية بمنتهى المسؤولية لمنع تصعيد التوتر في البلاد. وأكدت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي أن موسكو «تأمل في أن تتصرف جميع القوى السياسية السودانية، وكذلك هيآت إنفاذ القانون، بمسؤولية كبيرة، من أجل استقرار الوضع في أقرب وقت ممكن ومنع تصعيده». وأضافت: «إننا ندعو إلى تسوية المشاكل الداخلية للشعب السوداني بالوسائل السلمية والديمقراطية من خلال حوار وطني واسع النطاق». وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، قد أعلن في وقت سابق من امس، احتجاز الرئيس السوداني عمر البشير، وبدء فترة انتقالية في البلاد لمدة عامين. الجنايات الدولية تطلب تسليم البشير امستردام (وكالات) طلبت محكمة الجنايات الدولية من السلطات القائمة على الحكم في السودان، تسليم الرئيس المخلوع عمر البشير. ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية (رسمية) عن فادي العبدلله، المتحدث باسم المحكمة (مقرها لاهاي الهولندية) قوله: «المحكمة لا تعلق حول الأوضاع الداخلية في أي بلد، أما البشير فقد أصدرت المحكمة أمرين بالقبض عليه، ولا يزالان ساريي المفعول». وأضاف: «المحكمة تطلب من السلطات السودانية التعاون في شأن هذه الأوامر، والأوامر الأخرى الصادرة عنها إنفاذا لقرار مجلس الأمن الذي ألزم السودان بالتعاون مع المحكمة». وأطاح الجيش السوداني، امس، بالرئيس عمر البشير، وأعلن تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون الحكم في البلاد. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في وقت سابق، مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.