خابت امال التونسيين بعد الانتخابات البلدية الاخيرة وخاب أملهم في أعضاء المجالس البلدية كما خاب ظنهم في كل السياسيين الذين ملأ صراخهم كل الساحات والمنابر طيلة خمس سنوات دون ان يتحقق اي إنجاز ودون ان يرى الشعب مكاسب تذكر .... انتخابات بلدية أفرزت للأسف مجالس بلدية عاجزة وفاشلة هيمنت عليها الخلافات والصراعات والحسابات الحزبية الضيقة فضاعت حقوق ومطالب الناخبين الذين كانوا يعتقدون ان الواقع سيتغير وأن المدن والشوارع والأحياء ستنتهي فيها مشاهد الفوضى والأوساخ المتراكمة والأرصفة التي حجزتها الأكشاك ... كل المجالس البلدية تعيش في ازمة وكل هذه المجالس فشلت في تغيير واقع المدن .... رؤساء البلديات يحصلون اليوم على امتيازات وحوافز مالية كبيرة لم تمنح لرؤساء البلديات السابقين لكن في المقابل لا شيء يذكر .... للأسف أعضاء المجالس البلدية حرصوا على خدمة اجندات احزابهم على حساب المشاكل التي يعاني منها المواطن فظل الواقع على حاله بل انه ازداد تعفنا في كثير من المدن .... اليوم هناك بلديات رفض الرؤساء فيها الانضباط للقانون والتفرغ وهناك مجالس بلدية لم تجتمع منذ انتخابها وهناك أعضاء حضروا الاجتماع الاول ثم غابوا الى الان دون سبب .... مجالس بلدية قبل انتخابها باعت وسوقت الوعود الكاذبة للمواطنين والناخبين وفي الاستحقاقات الانتخابية القادمة سترتكب الأحزاب الاثم والذنب نفسه ، ستقدم الوعود للناخبين وستبشرهم بالإنجازات التي لا تتحقق ثم تضحك على ذقون الجميع .... اليوم في تونس اغلب الأحزاب السياسية التي ستترشح للانتخابات ليس لها برامج وليس لها تصورات ... ستعقد كل الأحزاب المترشحة اجتماعات عامة وسيتحدث قياديوها نفس الكلام وسيقدمون نفس الوعود وسينتخبهم الشعب مرة اخرى حتى لا يتحقق شيء .... على كل الناخبين والمواطنين ان يحاسبوا المجالس البلدية التي انتخبوها وقصرت في حقهم ولم تقم بالواجب تجاههم ... لا بد اليوم من محاسبة حقيقية للمجالس البلدية العاجزة والفاشلة ... التونسيون يستحقون مجالس بلدية فاعلة وقادرة على العمل والتغيير وتقديم الحلول لمشاكل المواطنين في كل المدن ... كل الأحزاب هيمنت على البلديات وتسعى الان الى توظيفها للدعاية الانتخابية على حساب المواطنين ومشاكلهم ... لذلك سيكون أمام التونسيين درس جديد في الاستحقاقات الانتخابية القادمة لانتخاب من يمثلهم من خارج جوقة الفاشلين والعاجزين ....