بمجرّد ذكر إسمه يتبادر إلى الذهن فورًا باليه بحيرة البجع، احد أجمل روائع العصر الرومانتيكي في القرن التاسع عشر … انه الموسيقار الروسي الشهير تشايكوفسكي . ولد بيتر إليتش تشايكوفسكي في 7 مايو من عام 1840، في مدينة فوتكينسك بروسيا، درس القانون وعمل في وزاة العدل لفترة، ثم إتجه لدراسة الموسيقى وترك عمله رغم رفض أسرته، لكنه إختار أن يتبع شغفه، وبالفعل تفرّغ تماماً لدراسة الموسيقى، والتحق بالكونسرفتوار في سانت بطرسبرج عام 1862 وتخرج منه عام 1865. استطاع تشايكوفسكي أن يصنع لنفسه بصمة خاصة في عالم الموسيقى، من العذوبة والدفء والكثير من الحزن أيضًا، حيث اتخذت موسيقاه لونًا قاتمًا أغلب الأحيان، ولعل هذا هو السبب وراء رفض عديد من النقاد والموسيقيين في عصره لموسيقاه، وإتهامهم أياه بأنه شخص تشاؤمي إلى حد كبير، هذا الرفض الذي تسبب – بلا شك – في نوبات إكتئاب متكررة عاشها تشايكوفسكي. ولا تختلف حياة تشايكوفسكي كثيرًا عن موسيقاه القاتمة – كما يرى النقاد – فقد عاش مواقف وتجارب بائسة كثيرة، بدءًا من فقده لأمه في الخامسة من عمره، والتي وصفها بتجربته الأولى في الحزن العميق، مرورًا بزواجه الفاشل وميوله المثلية والتي كانت سببًا رئيسيًا في إنتحاره في 6 نوفمبر 1893 . من اشهر مؤلفات تشايكوفسكي باليه بحيرة البجع، وهو من أجمل أعماله وأهم روائع العصر الرومانتيكي، ألفها عام 1887. ويتضمن باليه بحيرة البجع 4 فصول استعراضية في إطار درامي رومانسي، وقد عُرِض لأول مرة على مسرح البولشوي بموسكو في 4 مارس 1887. كما كتب كونشرتو الكمان في عام 1878، أهم أعماله وأكثرها تعقيدًا من الناحية الفنية ، و السمفونية السادسة التي قال عنها "لا مغالاة في القول بأنني وضعت كل روحي في هذه السيمفونية" ، اضافة الى مقطوعتي روميو و جولييت و كسارة البندق التي تكاد تكون الوحيدة المبهجة في اعمال تشايكوفسكي ، و قد بدأ في تأليفها عام 1891 وإنتهى منها في عام 1892، إتخذت شهرة عالمية وذاع صيتها، ولازالت تُعتبر حتى وقتنا هذا من أفضل موسيقى الباليه.