بعد «ورقات انتقالية» و«المدرسة السجن» قدّم الزميل محمد علي خليفة كتابه الثالث «إضاءات في الثقافة والسياسة والإعلام» وذلك مساء أمس الأول في اختتام فعاليات الدورة السادسة للصالون الدولي للكتاب بسوسة. الشروق مكتب الساحل: الكتاب تضمّن مجموعة من المقالات والتحاليل والحوارات الصحفية في جوانب سياسية وثقافية وإعلامية «ومثل هذه النوعية من الكتب معمول بها في العالم مثل «ريجي دي بري»، و«جون جيني»، ومحمد حسنين هيكل. وبرزت في تونس بالأخص بعد 14 جانفي 2011. وظهرت إصدارات لمختار الخلفاوي، وعبد الحليم المسعودي، ونور الدين بالطيب وغيرهم...» حسب ما أشار إليه الأستاذ عبد الجليل بوقرة. وأمّن بوقرة تقديم هذا الكتاب وفق منهجية محكمة عميقة بدأها بتصنيف النصوص التي تضمنها الكتاب منها 16 بطاقة أو ما يعبر عنها بالعمود، سبع منها متابعة نقدية في الشأن السياسي داخل تونس وخارجها جمعتها فكرة ضعف الدولة التي يراها الكاتب سبب كل المآسي الحاصلة، وخمس بطاقات في الثقافة أشار فيها إلى مكانة الثقافة وطريقة تعامل الدولة مع الثقافة، وأربع بطاقات حول واقع الإعلام طرح فيها كاتبها غياب الضوابط وجدلية النقد وصناعة الرأي والنقل في الشأن الإعلامي. فيما تضمن القسم الثاني من الكتاب تحاليل ودراسات ضمن ما يعرف بالتحقيقات الصحفية وصفها بوقرة بأنها تشبه البحث العلمي مع الاختلاف في الأسلوب. وأضاف بوقرة «ما يميز هذه التحقيقات عمقها ووجاهتها وموضوعيتها. حيث تناول الكاتب مختلف الزوايا دون انحياز إلى رأي أو آخر بعيدا عن توجيه القارئ ولو أننا نلتمس ميله الى رأي دون آخر. ولكن لم يتعسف على القارئ». وأكّد بوقرة على ميزة الكتاب في أنه «يتصف بالبساطة رغم القضايا المعقدة التي تضمنتها مختلف النصوص وذلك يرجع إلى دربة الكاتب في الكتابات الصحفية مما يجعله يكتب لعامة الناس. فكل مقال هو موضوع كتاب في حد ذاته»، مضيفا «جميل أن لا يساهم الصحفي في الصحافة السيارة فحسب بل وأيضا في إثراء المكتبة الوطنية بمؤلفات في العمق تبقى أثرا دائما «حسب قوله. وفي تعليقه على إصداره قال الكاتب محمد علي خليفة إن العمل الصحفي رغم أنه مكنه من دربة يسرت له الخوض في مواضيع معقدة. ولكن في نفس الوقت شغله عن الكتابة الأدبية مؤكّدا أن له مشاريع في القصة والرواية ستأتي تباعا متى وجد الوقت الكافي، مؤكّدا في نفس الوقت أهمية الكتاب بقوله «الكتاب لا يموت مهما تعددت الوسائط التكنولوجية».