يعيش الإعلام المرئي التونسي حالة من التسيب وصلت حد ضرب القيم والمبادئ الأخلاقية دون ادنى احترام للمشاهد الذي تحوّل الى اداة لترفيع نسب المشاهدة والتبجح بنسب متابعة هذا البرنامج او ذاك وتصدر هذه القناة او تلك المرتبة الأولى من حيث الأوديمات دون ان يحسب له اي حساب في غياب تام لاحترام ذوقه ومبادئه واخلاقه ... وتعد التلفزات الخاصة التي ظهرت بعد الثورة هي المتسببة والمغذية لهذا التسيب الذي بات فعلا يلوح بالخطر ويهدد مجتمعا برمته فهل من المعقول ان تتحول القناة الأولى من حيث نسب المشاهدة كما يروّجون لها الى فضاء لبث مادة اقل ما يمكن القول عنها مادة مسمومة لا تخضع لا للمعايير المهنية ولا الأخلاقية ... فما يفيد الناس وينفع المشاهد عندما تقدم له قناة الحوار التونسي في برنامج فكرة سامي الفهري مغني الراب المعروف باسم "سواق مان" المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو يتبج بما يرتديه من ذهب قيمته اكثر من مليارين فهل ان هذا الشاب الذي غطى وجهه ويديه الوشم وظهرت ملابسه الداخلية من تحت سرواله النازل على رجليه يعطي صورة إيجابية ورسالة يمررها الإعلام للشباب حتى يقتدون بهذا الشخص الذي لا ندري كيف صنع نفسه «مليارديرا» ؟! هل هذه رسالة الإعلام الحقيقية في التوعية والتثقيف والترفيه ؟! هل يمكن ان نتحدث اليوم في تونس عن إعلام سمعي بصري بلغ من الحرفية والنضج والتمكن ما يحسب له ؟! او انه الى الحضيض نزل ومن التسيب والإنحراف والإنفلات تغذى باسم الحرية والتطور والنسج على منوال الغرب؟! ... ما هكذا ارتقى وتطور الإعلام السمعي البصري الغربي !