لم ينجح النادي الافريقي في تدارك عثرته السابقة أمام إتّحاد بن قردان في أولمبي رادس وانقاد من جديد الى هزيمة مذلّة أمام صاحب المركز الأخير. هذه الهزيمة صدمت الأحبّاء وكشفت عن مزيد العيوب في فريق عبث به الهيئة واللاعبون والإطار الفني . كنّا أشرنا في أكثر من مرّة على أعمدة «الشروق» إلى ضعف الخيارات البشرية والفنيّة للمدرّب الفرنسي «فيكتور زفونكا» وأكّدنا على ضرورة أن يراجع هذا المدرّب حساباته خاصة وأنّه بات يصرّ في كل مرّة على تغيير التشكيلة والرّسم التكتيكي من جولة إلى أخرى حتّى غابت اللحمة والإنسجام واختلّ التوازن وحتّى الحديث عن دعمه للاعبين الشبّان كان مجرّد فرقعة جوفاء للدعاية بما أنّه لم يستقر على نفس الخيارات وهو ما جعل بعض العناصر الشابة مثل الصالحي والعياشي والطاوسي يظهرون في مباراة ثمّ يختفون دون مبرّر في أخرى. الفنّي الفرنسي إشتغل كثيرا منذ مجيئه على تطوير المنظومة الدّفاعية وتغافل بشكل كبير على الجانب الهجومي فنجح الدفاع لكن تاه الخط الأمامي وفقد الفريق ثوابته الهجومية ولم يعد يملك القدرة على السيطرة وفرض اسلوب لعبه أو حتّى مجرّد القيام بهجمة مثالية مثلما حصل في المباراة الأخيرة أمام مستقبل قابس حيث لم ينتج الفريق اي فرصة تستحق الذّكر . قد نلتمس العذر لهذا المدرّب باعتبار محدودية وضعف الرصيد البشري وتواضع مستوى بعض اللاعبين والظرف الذي جاء فيه لكن من المفروض أيضا أن يقدّم الفنّي «زفونكا» تصوّراته الفنيّة ويفرض تكتيكه على الفرق المنافسة والخسارة إحتمال مطروح في كل مباراة لكن إذا اقترنت بمردود باهت ومتواضع ستكون مضاعفة وأشدّ وطأة . غضب جماهيري والهيئة تفرض ال«ويكلو» خلّفت الهزيمة الأخيرة أمام «الجليزة» حالة كبيرة من الغضب والإحتقان في صفوف جماهير الإفريقي التي شرعت بحسب ما رصدنا في التحرّك بصفة منفردة أو تحت لواء بعض المجموعات من خلال إصدار بيانات للتنديد بالفوضى الحاصلة وبالنتائج السلبية وعدم شعور الجميع بالمسؤولية فيما طالبت العديد منها بضرورة فتح باب الإنخراطات والدعوة الى إنتخابات سابقة لأوانها مما يعطي الانطباع بأنّ هذه الصّائفة لن تكون رائقة للهيئة الحالية. في جانب آخر وفي خطوة إستباقية علمنا ان هيئة اليونسي ستفرض بداية من اليوم قرار «الويكلو» على تمارين الفريق خوفا مما قد يحصل من صدام بين الجمهور الغاضب واللاعبين. ويأمل العقلاء من أبناء الإفريقي أن لا تجرّ حمّى الغضب الفريق الى مستنقع الفوضى ويقع معالجة الوضع بشيء من الإتّزان والعقلانية بعيدا عن الحسابات الضيّقة للمتربّصين والذين يقفون الآن على الرّبوة في انتظار ما ستأتي به رياح التغيير. جلسة منتظرة بين القلصي واليونسي اعتقدت جماهير الأحمر والأبيض أنّ الجلسة الصلحية التي التأمت الأسبوع الفارط بين المدرّب السابق كمال القلصي وعضو الهيئة المديرة فوزي الصغيّر قد أذابت جليد الخلافات وأعادت الأمور إلى نصابها بعد أن تلقّى القلصي كل الوعود والضّمانات للقيام بمهامه الفعلية على رأس الإدارة الفنية للشبّان والشروع في تطبيق برنامجه الإصلاحي لكن يبدو أنّ الفوضى قد طبعت من جديد على أجواء العمل وهو ما دفع المدرّب للإنسحاب من جديد ويبدو أنّ قراره هذه المرّة لا رجعة فيه خاصة أمام كثرة الصّعوبات والعراقيل التي وجدها هذا الفنّي في طريقه ويؤكّد كمال القلصي الذي جمعنا به لقاء خاطف أنّ الأجواء داخل الحديقة ليست مريحة في ظلّ تداخل كبير للأدوار وعدم رغبة بعض الأطراف في قبول فكرة الإصلاح ولم يشأ القلصي أن يتحدّث أكثر عن التفاصيل لكن الواضح أنّ الرجل قد وجد صعوبة كبيرة في أخذ القرارات الإدارية والفنية في غياب المعاضدة والدعم من رئيس النادي عبدالسلام اليونسي الذي فضّل عدم المواجهة مع «عصابة الحديقة «وترك القلصي يصارع لوحده هذه الفوضى. في سياق متّصل علمنا أنّ لقاء من المفروض أنّه سيجمع مساء أمس رئيس النادي عبدالسلام اليونسي بكمال القلصي وعلى ضوئه سيقع الحسم في عديد المسائل ولو أنّه من الصعب أن يتراجع القلصي عن قرار الإنسحاب طالما أنّ «العزري أقوى من سيدو» في حديقة المرحوم مننير القبايلي على حدّ قوله. الشّرفي أوّل المغادرين سجّلت قائمة المدعوين للمباراة الفارطة ضد مستقبل قابس عودة الحارس سيف الدين الشرفي الذي إشتغل كثيرا خلال الفترة الماضية ليعود من جديد لدائرة المنافسة على حراسة الشّباك مع الثنائي عاطف الدخيلي وأيمن جاب الله وقد يحظى الشرفي بفرصة الظهور في إحدى المقابلات المتبقّية هذا الموسم لكن لا يبدو الأمر محتملا في الموسم المقبل خاصة وأنّ الأخبار تتحدّث عن إحتمال كبير لرحيل هذا الحارس عن الحديقة خلال هذه الصّائفة بعد ان وضعته إدارة النادي على لائحة المغادرين. القائمة ورغم قانون منع الإنتدابات الذي مازال ساريا فقد تتوسّع قريبا بانضمام بعض اللاعبين من كوادر الفريق وخاصة أولئك الذين لم يعد لديهم ما يضيفونه للنادي ليلتحق ركبهم ببعض العناصر الأخرى التي بصم المدرّب الفرنسي «زفونكا» على تأشيرة خروجها ونعني بها الغاني «ساسراكو» وسليم بن عثمان واسكندر العبيدي وغيرهم.