تضمن خطاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد في اختتام المؤتمر التأسيسي لتحيا تونس أول أمس اقرارا بوجود أطراف عرقلت عمل الحكومة ومنعتها من تقديم الافضل، فمن هي هذه الاطراف وكيف عرقلت الحكومة؟ تونس الشروق: ضمن كلمته التي قاربت زمنيا حدود ساعة من الوقت اتى رئيس الحكومة في حيز كبير منها على تقييم ذاتي لأداء حكومته، معتبرا أنّ كل الحكومات التي تشتغل بسند سياسي ضعيف أو مفقود لا يمكنها أن تتقدم كثيرا في تحقيق سياساتها. وقال الشاهد ان عديد الاهداف المرسومة كان لها ان تتحقق لو وجدت حكومته السند السياسي المتين، مضيفا بأن الحكومة وعلى مرّ ما يزيد عن السنتين واجهت ظروفا صعبة وصلت حد الابتزاز من قبل منظومة تريد رئيس حكومة على مقاسها وتدعي وفق قوله دعم الحكومة في العلن وضربها تحت الحزام في الخفاء بما جعله يخوض المعارك الكبرى منفردا، فمن هي هذه الأطراف التي أشار إليها الشاهد دون أن يسميها ؟ ضغوطات ‹›الحزب القديم» ومن جانبه يرى القيادي في تحيا تونس والنائب في كتلة الائتلاف الوطني مروان فلفال في مجمل تصريحه ل›لشروق›› أن الشاهد يقصد بالأطراف التي عرقلت الحكومة حزبه القديم ‹›نداء تونس» الذي سعى الى تغيير الحكومة وتجميد عضويته والضغط عليه في الوقت الذي كانت البلاد تحتاج فيه الى حيز من الاستقرار السياسي. واعتبر فلفال ان الحكومة لم تجد السند السياسي المتين الداعم للإصلاحات التي يطلبها وضع البلاد حيث انبرت الأطراف الداعمة الى الحكومة نحو الضغط والسعي الى التأثير في القرارات المتخذة والاكتفاء بدور تحميل رئيس الحكومة المسؤولية في كل مجريات الأمور. واضاف فلفال بأن الشاهد اعتمد خطاب الصراحة منذ توليه المسؤولية وذلك من خلال اقراره بأن المؤشرات الايجابية ستأخذ طريقها نحو الضوء الاخضر بحلول سنة 2020 لافتا الى أنه وعلى الرغم من محطات العرقلة المتعددة للاداء الحكومي فانها استطاعت تحقيق العديد من المنجزات على غرار المحافظة على السلم الاهلية و تدعيم الأمن والاستقرار والتحول من حالة التهديد الارهابي الى مواجهته استباقيا علاوة على إصلاح التوازنات المالية. في المقابل يرى الامين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي في تصريحه ل››الشروق›› ان اقرار الشاهد بوجود اطراف عرقلت الحكومة عن اداء مهامها كلام غير دقيق سيما وأنّ حكومته حصلت على اكبر قدر من الثقة في البرلمان قياسا بالحكومات السابقة. وشدد الشواشي على ان هذا الاقرار يحمل في رأيه خطابا انتخابيا يتنصل من مسؤولية الفشل ويعلقه على اطراف اخرى مستندا في ذلك الى ان الحكومة مسنودة عدديا من نواب الائتلاف الحاكم ولا يمكن للاقلية المعارضة ان تعطل تنفيذ سياساتها وان معظم القوانين التي مررت في البرلمان بصعوبة أو لم تمرر كانت بسبب تخاذل نواب الائتلاف فيما بينهم وليس للمعارضة في ذلك من تأثير مباشر. فكيف اذن تمت عرقلة الحكومة ؟ مناخ غير مريح من جانبه يرى استاذ القانون توفيق بوعشبة في تصريحه ل››لشروق›› أن رئيس الحكومة تعرض لضربات كبيرة اشدها كانت تلك التي وجهها له في البداية رئيس الجمهورية على خلفية امر غير معلن يتمثل في الخلاف بين الشاهد و المسير لحزب نداء تونس آنذاك حافظ قايد السبسي، لتكون برأيه عملية قرطاج 2 في حقيقتها مخططا لإزاحة الشاهد وتابع قائلا:» وعندما لم يحقق رئيس الجمهورية مبتغاه اصبح الشاهد واعضاء حكومته يعيشون اشهرا عدة في حالة صعبة حيث صار بقاؤه و حكومته رهين موقف بل قرار حزب النهضة ‹› ولاحظ بوعشبة أن ‹›الحرب›› التي شُنت على الشاهد لم تتوقف وتبعتها هجومات من قبل البعض في البرلمان ومن قبل أحزاب ترى أن حكومة الشاهد فاشلة مضيفا بأن الشاهد صار يتمتع بحزام هام مساند له كما أقر بذلك في خطابه الأخير. وقال بوعشبة ان الشاهد يرى ان هناك أطرافا تعرقل عمل الحكومة دون توضيح المقصود. معتبرا أن المقصود في رأيه ان الحكومة تعمل في مناخ غير مريح نظرا للنقد الموجه إليها من عموم الشعب قياسا بغلاء المعيشة وتردي الخدمات في عديد القطاعات والإنفلاتات العديدة الحاصلة وخلص محدثنا الى أن ماتقدم من ذكر يمكن ان يفسر رؤية الشاهد للاطراف التي عطلت الحكومة غير أن خطابه الاخير كان في رأيه بمثابة الفرصة ليوضح هذه الأطراف قائلا:» وإن لم يفعل ذلك فانه دون شك من أجل تفادي ردود أفعال سلبية من شأنها أن تزيد الجو السياسي إحتقانا. أطراف عرقلت الحكومة تحدث رئيس الحكومة في خطابه في اختتام اشغال المؤتمر التأسيسي لتحيا تونس اول امس عن وجود اطراف عرقلت الحكومة في تنفيذ سياساتها، واختار الشاهد منهج التلميح حيث وصفها بأطراف ترفض النظام والديمقراطية ولاتقبل الا برئيس حكومة خاضع للتعليمات والاهواء كما تعمل في رأيه على إعلان دعمها في العلن وضربه في السر.