اشتهرت زغوان منذ قرون بنبتة النسري التي جاءت مع الأندلسيين الى المدينة خلال القرن السابع عشر فتوارثتها الأجيال وحافظت عليها محاولة تطوير استعمالاتها. زغوان الشروق: تحتفظ العائلات الزغوانية في كل بيت بماء النسري لكثرة استعمالاته في عديد المجالات ولما له من فوائد طبيّة وصحيّة مما جعل الأهالي يحتفلون به في النصف الثاني من شهر ماي من كلّ سنة. يقول حمدة غلاب رئيس مهرجان النّسري ان أهالي زغوان يهتمون بهذه النبتة وخصوصياتها حيث يقع جني زهر النّسري منذ الصّباح الباكر حتى لا تفقد خصائصها بتعرّضها لحرارة الشمس وتباشر النسوة في البيوت في نفس اليوم تقطير الزّهور. وأضاف أن ماء النسري تستغلّه نساء زغوان في إعداد الحلويات المتنوّعة وخاصة «كعك الورقة» الذي تشتهر به المنطقة، وأشار أنه لم يقع استثمار قطاع النّسري في مجال التصدير والتسويق وبقي مختصرا على المعارض الوطنية والجهوية ولم يشهد هذا القطاع التعصير والتطوير والتصنيع. كما اكد غلاب أن ثمن اللتر الواحد من ماء النّسري بين 35 و 60 دينارا والكغ من زهر النسري وصل الى 35 دينارا. صعوبة التسويق ... من جهته قال يوسف بن والي وهو فلاح مختصّ في غراسة النّسري وصاحب مؤسسة أن نبتة النّسري موجودة بكثرة في سفح جبل زغوان وفي محيطه والأجنة والحدائق المنزلية وهي تمثّل مورد رزق لأغلب العائلات الزّغوانية في فصل الربيع ,موضّحا أن 1كغ من زهر النّسري يعطي 1ل من الماء ويباع ماء النّسري في السّوق اليومي أو في المعارض ومن تقاليد مدينة زغوان غرس نبتة النّسري وتقطير أزهارها ويستعمل لتعطير الحلويات وخاصة «كعك الورق» . واضاف أنّه ليس هناك مجالات للتصدير باستثناء بعض المبادرات الخاصّة والمحدودة جدّا وطالب بن والي كلّ السلط المعنية والمتداخلة بالسعي الفعلي وإيجاد الحلول والبحث عن أسواق خارجية لتنشيط قطاع النّسري والاهتمام بهذا المنتوج وتنميته وتطويره. ويوجد في زغوان فلاحان فقط يختصان في غراسة نبتة النّسري في مساحات معقولة لكن العناية منقوصة من قبل السّلط المحليّة والجهوية بهذا القطاع وذلك بعدم توفّر التشجيع والتحفيز والعمل على إدراج قطاع النّسري في اولويات تساعد الاستثمار الفلاحي في الجهة وذلك بتكوين الفلاحين والفلاحات والسعي الى تطوير جدوى ومردودية هذا القطاع من الناحية المادية والفنية ,وإعانة الفلاح على إيجاد الأسواق المنظّمة والعصرية ليتمكّن من الاستثمار أكثر وليحقق الأهداف المطلوبة والنتائج المرجوّة ولا يصدم عند غراسته لمساحات أكبر خاصة وان غراسة نبتة النسري مكلفة وتتطلّب عناية كبرى ومصاريف متنوّعة. مزيد دعم القطاع ... من جهتها قالت منية بن مباركة ان بيع ماء النّسري يتمّ للزائرين والوافدين على مدينة زغوان وللراغبين في ذلك من المناطق الداخلية وهناك اقبال على شراء ماء النّسري وله استعمالات طبية وتجميلية ويستخدم في صناعة الحلويات المتنوّعة وخاصة «كعك الورقة» . أمّا نعيمة الجبالي فقد بينت انها تقوم بتقطير زهر النّسري ومهتمة بهذا القطاع وأصبح مورد رزقها.كما أن ابنتها خريجة جامعية وتقوم بجنيّ الزّهر والتقطير ,مضيفة أنّها قامت بإحداث منبت لنبتة النّسري قصد الانتاج والبيع والتسييج. كما طالبت السّلط بالعمل على تطوير هذا القطاع وفتح افاق واسعة امام الفلاحين والمهتمين بنبتة النّسري والسعي الى التطوير والتحديث والتصنيع والبحث عن حلول للتصدير. خاصة وان هذا القطاع قادر على الاستقطاب والتشغيل والمساهمة في تنمية الدورة الاقتصادية و الاجتماعية بالجهة وتدعو كلّ المسؤولين من مختلف مواقعهم بالاهتمام بالقطاع للرقي الى مراتب أفضل وجعله قطاعا نشيطا ذو فاعلية ومشعا وشاملا.