يعد الراحل عبد الرزاق الحمامي واحدا من أبرز الرواد الذين كانت بصمتهم واضحة، ثابتة راسخة في مسيرة التلفزة التونسية عبد الرزاق الحمامي رائد الاخراج التلفزيوني وواضع حجر اساسه.. رسم بداية التاريخ التلفزي للذاكرة الوطنية فهو أول مخرج بادر بتصوير مشهد تمثيلي.. وكان أول مخرج انجز وصور دراما تلفزيونية بالألوان.. وكان أول مخرج اشرف تقنيا على بث مقابلة رياضية في كرة القدم. وكان عبد الرزاق الحمامي من أبرز المساهمين والمؤسسين لمصلحة الاخراج التلفزيوني، وهو الذي أشرف على تأطير المذيعين والمذيعات وكان صاحب المبادرات إعدادا وانتاجا وإخراجا... وله في ذلك عديد الأعمال الخالدة التي تحفل بها خزينة التلفزة التونسية كسلسلة «الحاج كلوف» و«أمي تراكي».. حيث تم الاعتماد عند التصوير على الكفاءات التي تعج بها الفرقة التمثيلية للإذاعة التونسية: محمد بن علي والزهرة فائزة وعبد السلام البش والبشير الرحال وجميلة العرابي وعبد العزيز العرفاوي والحبيب بلحارث ومحمد ممدوح وخديجة بن عرفة وامحمدالاكحل ومحمد الدراجي وجليلة برهان وحسن الخلصي ... وغيرهم كثير.. وبصمة عبد الرزاق الحمامي واضحة في إعداد واخراج المنوعات التلفزيونية على امتداد مراحل تاريخية مختلفة من قبيل: «ابحث معنا» التي تعامل فيها مع الراحل صالح جغام فضلا عن اخراج عديد المنوعات التلفزيونية الاسبوعية ولعب دورا كبيرا في تقديم صورة تونس بمختلف تجلياتها الى المشاهد التونسي والعربي التونسي أينما كان. 1976 «الزورق الصغير» بالألوان سيحفظ السجل التاريخي للراحل عبد الرزاق الحمامي انه أول مخرج يقدم مسلسلا تلفزيونيا في 15 حلقة ولأول مرة بالألوان كان ذلك في رمضان 1976 من خلال: الزورق الصغير العمل الدرامي الذي جمع لأول مرة بين الممثل الراحل المنصف الأزعر والممثلة بلقيس شريعة (كريمة مؤسس أيام قرطاج السينمائية الخالد الطاهر شريعة). كان مسلسل (الزورق الصغير) حدثا تلفزيونيا استقبله الجمهور التونسي بحفاوة بالغة وهو يتابع احداثه ذات الطابع الرومانسي الحالم بالألوان... انها خطوة جديدة في مسيرة التلفزة التونسية كان الراحل عبد الرزاق الحمامي مهندسها ومؤسسها الرئيسي... كانت مغامرة ابداعية ممتعة وفاتحة عهد جديد بعد رحلة مع الأبيض والأسود امتدت حوالي عشر سنوات. مثل مسلسل (الزورق الصغير) سنة 1976 انطلاق مسيرة جديدة للتلفزة التونسية التي أسست لمرحلة أكثر تفاعلا مع التطور الفني باقتناء أحدث التجهيزات التقنية ضمانا لصورة أكثر صفاء وألقا للمشاهد التونسي. كما مثل (الزورق الصغير) فرصة اكتشاف اسماء فنية في قيمة الفقيد الخالد المنصف الازعر وبلقيس شريعة التي نجدها لاحقا في الفيلم المصري (السقا...مات) الى جانب عزت العلايلي.. وتجدد اللقاء مرة أخرى بين الثلاثي عبد الرزاق الحمامي والمنصف الازعر وبلقيس شريعة من خلال مسلسل (حكايتي مع الرمال) عمل رسّخ لإنتاج درامي أكثر حضورا في المشهد التلفزيوني التونسي ,وقد اتضح ذلك جليا مع بداية تسعينات القرن الماضي حيث اصبح للدراما التلفزيونية التونسية حضورها المتوهج في رمضان من كل سنة « حبوني وتدللت» الى « ليام كيف الريح» و»وردة» وغادة « الى « الخطاب على الباب» و» باب الخوخة « و» الدوار» و» فج الرمل « و»ضفائر» و» عنبر الليل» و» الحصاد» و» دروب المواجهة « وغيرها من الانتاجات التي تابعها المتلقي التونسي في رمضان من كل عام بشغف .