تونس (الشروق) ولد الموسيقار قدور الصرارفي بتونس العاصمة يوم 19 جانفي 1913 وتوفي سنة 1977 وترعرع في وسط عائلي محب للموسيقى وفي هذه الأجواء برز شغف الرّاحل بالموسيقى ولصقل موهبته والرفع من قدراته التحق بمدرسة العطارين لمتابعة دروس موسيقية كان يلقيها الشيخ علي درويش الحلبي فحفظ عنه ثوابت أصول الموسيقى وفروعها ولتوسعة دائرة إلمامه ومعارفه تابع دروسا في العزف العربي على آلة الكمنجة بإشراف عازف الكمنجة الإيطالي رافييل سترينو وبتقوية مهاراته العازفة التحق بالعمل في عدّة فرق لجمع من الهامات الفنية وقتها كشافية رشدي – الهادي الجويني – فتحية خيري – علي الرياحي – شباب الفن وفرقة الإذاعة وتعامل مع عديد الفنانين مثل صليحة – علية – عائشة – توفيق الناصر وغيرهم وشكل ثنائيا مبدعا مع الشاعر الغنائي رضا الخويني وتميزا معا بالأغاني الوطنية الراقية كلمة ولحنا في تفاعل حماسي مع طبيعة الأحداث والمحطات التاريخية وخلال سنة 1949 اختار «الاستقلالية» الفنية وأسس فرقة الخضراء بتونس وأضاف لها في نفس السنة مدرسة حرّة لتعليم الموسيقى بتونس لتكوين فضاء لاحتضان الهواة والمواهب وتولى الموسيقار قدّور الصرارفي تدريس الموسيقى كذلك بالمعهد الرشيدي بتونس والمعهد القومي للموسيقى بتونس وفي إطار التبادل الثقافي درّس الموسيقى سنة 1952 بالجزائر وكذلك بليبيا سنة 1960 وتعامل مع عديد الفنانين بهذين البلدين وعرف العازف البارع قدور بالأناقة «الرياحية» مظهرا وحضورا بالمعاشرة الخالصة وكان بيته «عنوانا» لوجهة التلاقي لكثير من الشعراء والفنانين والكتاب والصحافيين ومنبعا لعديد الأغاني الخالدة وعلى امتداد قرابة الأربعين سنة كان الرّاحل ملتزما بإرادة العمل والإبداع وأثرى المكتبة الموسيقية التونسية والعربية بإنتاج أكثر من 250 لحنا متعدّد الإغراض لازالت مآثره خالدة في ذاكرة جيله ومحبيه وحاضرة في عروض ابنته أمينة الصرارفي صاحبة فرقة «العازفات» الشهيرة وكذلك في وجدان تلامذته وزملائه الأحياء ممن عايشوا جيله وعرفوا مكارم وفضائل وقدرات الرّاحل الخالد قدور الصرارفي .