رغم ضغط المُباريات وصعوبة التّحديات نجح الترجي في مواصلة رحلته بثبات في سباق الكأس وذلك بعد الإطاحة بالمنستير. وقد جاء هذا الفوز الجديد ليُعزّز ثقة فريق الشعباني في كسب الرهان على جميع الواجهات بما أن الترجي مُترشّح إلى الدور نصف النهائي للكأس ومتأهل ل»فينال» رابطة الأبطال كما أنه يسير بخطوات واثقة نحو التتويج بالبطولة. في الانتظار بعد إزاحته للمنستير سينزل الترجي ضيفا على «السي .آس .آس» في إطار الدور نصف النهائي لكأس تونس ولم يتحدّد بعد الموعد الرسمي لهذه القمّة الكبيرة والتي ستكون أشبه ب»الفينال» السابق لأوانه قياسا بثِقل الناديين. تحد جديد بمجرّد تجاوز عقبة المنستير انطلقت التحضيرات لتحدّ جديد وهو اللقاء المُؤجل أمام «الستيدة» في نطاق الجولة 21 من سباق البطولة ويريد الترجي الإستفادة من استقبال «القوابسية» بعد غد في رادس للخروج بثلاث نقاط تساعده على قطع خطوة اضافية نحو اللّقب. نقاط مُضيئة بالعَودة إلى المباراة الأخيرة أمام إتّحاد المنستير يُمكن القول إن الترجي ضرب عدّة عصافير بحجر واحد. فقد انتزع فريق الشعباني وثيقة العُبور إلى المربع الذهبي لكأس تونس عن جدارة واستحقاق. كما أن هذا الفوز يكتسي أهمية بالغة من حيث التوقيت خاصة أن الترجي يتأهب لخوض «فينال» رابطة الأبطال (في 24 و31 ماي) وهو ما يجعله في حاجة أكيدة لحصد الإنتصارات المحلية حِفاظا على ارتفاع المعنويات ونقاوة الأجواء قبل الإصطدام بالوداد. كما أظهر الفريق نجاعة كبيرة في الهجوم حيث سجل ثلاثية كاملة في شباك الإتحاديين الذين يُعتبرون من «أشرس» الأندية في البطولة والكأس المُفاجأة السّارة شكّل النيجيري «جونيور لوكازا» مفاجأة سارة في التشكيلة الأساسية للترجي وقد استفاد اللاعب من غياب الخنيسي المُصاب ليترك أفضل الإنطباعات في صفوف «المكشخين» والمتابعين عُموما. وكان «لوكازا» قد صنع الهدف الأوّل قبل أن يتكفل بتسجيل الهدف الثاني مؤكدا في الحالتين حُسن تمركزه والقراءة الجيّدة للّعب. وقد تحصّل «لوكازا» على فرص أخرى لمُضاعفة حصيلته التهديفية خاصّة عندما اصطدمت إحدى تصويباته بالعَارضة. ويمكن القول إن «لوكازا» نال ثقة الجميع وأحرج من حيث لا يعلم المهاجم الأول للفريق ياسين الخنيسي المُتخلّف عن مواجهة المنستير بسبب الإصابة المسبوقة بفترة فراغ. ولاشك في أن «هيجان» «لوكازا» يبعث برسالة قوية للخنيسي ليقتنع للمرّة الأولى والأخيرة بأن الفريق لا يتوقّف على أحد وليدرك أن العِبرة تكمن في الأداء لا في الأسماء. ومن المُؤكد أن الترجي هو المُستفيد الأكبر من الأداء الجيّد الذي ظهر به «لوكازا» المُطالب بشكر الجمهور لأنه آمن بمؤهلاته وأطلق «حملات» واسعة النطاق ل»إنصافه». شَهد شاهد من أهلها رغم الهزيمة بثلاثية فإن مدرب الإتحاد لسعد الدريدي كان عقلانيا وموضوعيا واعترف بعظمة لسانه بأن الترجي استحق العُبور وكان أفضل من المنستير. وقال الدريدي إن نادي «باب سويقة» يتمتّع بمؤهلات عريضة بدليل الخطورة الكبيرة التي يصنعها الثنائي البلايلي والبدري. مسألة جانبية اكتفى الشعلالي بخوض شوط واحد أمام المنستير وهو ما فتح باب التأويلات والتخمينات. وفي هذا السياق أكد الإطار الفني للفريق أن غيلان اشتكى من بعض الأوجاع على مستوى الركبة وهو ما فرض سحبه من التشكيلة وتعويضه بالمسكيني كإجراء وقائي. ونفى الإطار الفني في الوقت نفسه حكاية مُعاقبة الشعلالي بفعل اختلافه مع زملائه حول تنفيذ إحدى المخالفات التي تحصل عليها الترجي في الفترة الأولى من اللّقاء. ولاشك في أن مِثل هذه الاختلافات حول تنفيذ المخالفات وحتى ضربات الجزاء تبقى من الأمور العادية والمُتعارف عليها في سائر الجمعيات ومن الضروري أن لا تحظى هذه المسائل بإهتمام أكبر بحكم أنها من «الهَوامش». ولابدّ في السياق نفسه من الإشارة إلى أن تنفيذ الكرات الثابتة من الأمور التي ينبغي أن تكون «محسومة» بصفة مُسبّقة وذلك استنادا إلى مقياس «الصّنعة» لدى كل لاعب وحسب سلم تفاضلي يُحدّد الأسماء المعنية بالتنفيذ هذا طبعا دون غلق باب «الاجتهاد» «والمُفاجأة» وذلك في كنف التناغم والانسجام بين اللاعبين.