كانت نتيجة موقعة « فخ « التي تم فيها القضاء على محمد النفس الزكية واستطاع معظم العلويين الفرار مع ادريس الى بلاد المغرب الاقصى ان هرب يحيى بن عبد الله الى بلاد الديلم وهي البلاد المجاورة لطبرستان ، وقام مسلمو الديلم بالالتفاف حول يحيى بن عبد الله وبايعوه واطلقوا عليه لقب « المهدي « فقويت شوكته وانظمت اليه كثير من الاقاليم القريبة ، فقام هارون بتكليف الفضل بن يحيى البرمكي عام 176 هجري وامده بخمسين الفا من الجنود الخراسانيين وامره بالتوجه الى يحيى وتقويض ملكه وكتب له عهدا بولاية جرجان وطبرستان ، فحين ذلك خاف يحيى الفتك به فارسل لهارون يطلب الامان والعودة تحت حكم الخليفة هارون فأمنه وقبل توبته ولكن بعض بلاد الديلم بقيت على وفائها ليحيى مما جعل الرشيد يتوجس الغدر فامر الفضل البرمكي بسجنه الا ان الفضل لم ينصع ورأى افلاته فكان ذلك اول الغيظ الذي بدأ يتملك هارون تجاه البرامكة . وكان على اطراف فارس الشرقية وفي بلاد السند هناك ممالك مستقلة تعرف بمملكة « زابلستان « وهي كابول بافغانستان الحالية ولم يكن اهلها من العجم بل من الترك ومن المغول وكان يحكم هذه البلاد الملك « رتبيل «صاحب الصولات والجولات مع الدولة الاموية . وانتقل عداء ملوك كابول من الامويين الى العباسيين رغم دخول الكثير من اهل هذه البلدان في الاسلام وظلت الحروب دائرة بينهم ، فتارة يخضعونهم وتارة اخرى ينفلتون من تحت راية الدولة وكان المنصور قد حاول اعادة فتح كابول عام 152 هجري واثناء عصيان وفتنة النفس الزكية تمكن امراء رتبيل من الاستيلاء على سجستان .وتمكن الفضل بن يحيى البرمكي في عهد الرشيد من فتح كابول والاستيلاء عليها عام 178 هجري وبذلك تم القضاء على هذه المملكة ومهد ذلك الى عودة السيطرة على بلاد السند . وكانت ولاية ارمينية من الولايات العباسية الممتدة الى جبال القوقاز والبحر الاسود وقزوين يسكنها شعب الخرز شمال ارمينية وحول بحر قزوين ، وهذا الشعب ينحدر من الاصول البلغارية على نهر الفولغا وقد هاجر الى البلقان ، وملكهم يدعى « الخاقان « واشتعلت العداوة بين الخرز وبلاد ارمينية التي كانت تتبع فارس قبل دخول الاسلام لهذه المناطق وعندما فتح العرب بلاد فارس وارمينية حاولوا فتح بلاد الخرز ووصلوا الى عاصمتهم « بلنجر « وفي عهد الدولة الاموية تمكنوا من اعادة ملكهم ووصلت جيوشهم الى الموصل في عهد هشام بن عبد الملك وتمكن الامويين من صدهم واعادتهم الى حدود ارمينية ولكنهم لم يتمكنوا من القضاء عليهم .وعاد الخرز لمعاودة غزو الاراضي الارمينية في عهد العباسيين حين انشغلوا بالقضاء على فتنة النفس الزكية عام 145 هجري ووصلوا الى مدينة « تفليس « المعروفة الان بتبيلسي وفي عام 147 هجري اعادوا الكرة وهاجموا ارمينية وقتلوا الكثير من المسلمين فارسل المنصور حميد بن قوطبة عام 148 هجري وتمكن من استعادة تبيلسي وفي عهد الرشيد قامت حروب في هذه المناطق وتمكن الخليفة من اخماد هذه المحاولات وقضى على كل من قام ضده . يتبع