عبر عدد من المخرجين ومنتجي الدراما التونسية من الجيل القديم عن إعجابهم وفخرهم بما قدمه الجيل الجديد من المخرجين لدراما رمضان هذه السنة مهنئين تونس بهذا الجيل الواعد الذي يطمئن على مستقبل الدراما في تونس. تونس «الشروق» انتعاشة حقيقية عرفتها الدراما التونسية لهذه السنة من حيث الكم 6 اعمال درامية اغلبها لمخرجين شبان تبث على عدد من القنوات التونسية وهي «النوبة» لعبد الحميد بوشناق مخرج اول فيلم رعب في تونس «دشرة» الذي نال عديد الجوائز في تونس وفي مهرجانات دولية ولاول مرة يشتغل على مسلسل درامي ،. وعلى الوطنية الأولى نجد «المايسترو «للسعد الوسلاتي ويحمل الوسلاتي تجربة لافتة كمساعد مخرج في السينما ونال عديد الجوائز واخرج عديد الأشرطة الوثائقية... ويتابع المشاهد على قناة التاسعة مسلسل القضية 460 للمخرج لسعد الوسلاتي ورغم صغر سنه اخرج الوسلاتي مجموعة من الأفلام القصيرة وفيلم طويل وعدة مسلسلات وتحصل على جائزتين لأفضل إخراج... هذه الأعمال الدرامية التي يتابعها المشاهد هذه السنة على القنوات التونسية رغم بعض الإنتقادات التي طالتها لا ننكر ايضا انها حققت نقلة نوعية في الدراما التونسية من حيث الكم وتنوع المواضيع واختلاف الرؤى الإخراجية فالمتابع لهذه الأعمال يلاحظ التطور التقني في التصوير والتركيب وتنوع الفضاءات وزوايا التصوير مما افرز صورة جيدة وجميلة تشد المتابع... ويرى عدد من المخرجين والمنتجين من الجيل القديم ان هذا التطور يعود بالأساس الى ان جل المخرجين الذين اشتغلوا على هذه الأعمال هم قادمون من السينما وهو ماانعكس ايجابا على أعمالهم في الدراما لتمكنهم من استخدام التقنيات الفنية... ولمعرفة رأي الجيل القديم من المخرجين في ما قدمه الجيل الجيد حاولنا رصد بعض الاراء ممن تسنى لنا الحصول عليهم. نقلة تسعدنا ونفتخر بها في هذا الصدد يتحدث المخرج حمادي عرافة الذي تربت هذه الأجيال على اعماله التليفزيونية وبقيت محفورة في الذاكرة على غرار «اخوة وزمان» ومن «اجل عيون كاترين» و»كمنجة سلامة»... يقول حمادي عرافة « لاحظنا هذه السنة تطورا كبيرا في الإخراج الدرامي وهذه النقلة تسعدنا وتجعلنا فخورين بهؤلاء المخرجين الشبان وتشجيعهم على مزيد العطاء لهذا القطاع... «وعن مخرجي هذه الأعمال يضيف عرافة» لسعد الوسلاتي لديه تجربة كمساعد مخرج وفي المايسترو اظهر تحسنا كبيرا في الإخراج وفي تمكنه من التقنيات وسيكون له مستقبل كبير... وفنيا هذا العمل اعتبره ممتازا» اما عن المخرج مجدي السميري قال حمادي عرافة ان صاحب «القضية 460 « تمكن من خلق أجواء جديدة فيها بناء بالرغم ان الأحداث جافة على مستوى كتابة السيناريو الا ان المخرج أسعف الموقف على حد تعبيره... ولم يخف عرافة اعجابه الكبير بعبد الحميد بوشناق الذي قال عنه انه أبدى من القدرة الفنية والتقنية ما يحسب له مشيرا الى اهمية السيناريو ايضا الذي اعطى صورة طيبة ومقنعة حسب تقديره... ومن الدراما انتقل حمادي عرافة الى الكوميديا واعتبر مخرج زنقة الباشا نجيب مناصرية الذي يخوض تجربة الإخراج للمرة الثانية قد نجح فنيا لكن كتابة السيناريو لم تكون واضحة حسب تقييمه مشيرا الى انها قد ضاعت بين السيتكوم والمسلسل... مؤكدا ان مناصرية قادر على الأفضل لو كان بين يديه سيناريو اكثر جدية... حمادي عرافة يرى ايضا ان زنقة الباشا من افضل الأعمال الكوميدية لهذه السنة متسائلا كيف لفنانين (مثل جعفر القاسمي )لديهم مكانتهم لدى الجمهور يقبلون بأعمال رديئة... وعن سلسلة «دار نانا» التي تبث على قناة نسمة قال عنها محدثنا « فيها روح ونفس فني وبحث على مستوى تأطير الكاميرا وتصرف الشخصيات وتطور كبير في الآداء...» مشيرا الى انه عمل لم يكسب قاعدة جماهيرية لكنه ناجح فنيا . حمادي عرافة اعتبر ان ما قدم من مسلسلات هذه السنة يطمئن على مستوى الدراما في تونس. موجة جديدة تبشر بالخير وتؤكد أن تونس بلد إنتاج ولم يختلف المنتج نجيب عياد في رأيه عن المخرج حمادي عرافة واعتبر الدراما هذه السنة أظهرت تحولا وصورة مختلفة مثلما حصل في السينما السنوات الأخيرة على حد تعبيره ... يقول عياد ان اغلب الأعمال جيدة والمخرجين الشبان اثبتوا كفاءتهم وجدارتهم وتألقهم في الإخراج الدرامي رغم ضعف تجربتهم في هذا المجال ... مشيرا الى انها موجة جديدة ومؤشر جديد في الدراما التونسية يؤكد ان تونس بلد انتاج عن جدارة ... من جهته اخرى لم يخف نجيب عياد تخوفه من بعض المشاكل التي تحدث فيما بعد بين التلفزات والعلاقات مع المنتجين وتأخر خلاص المستحقات المالية ومسألة الأوديمات مثلما يحصل كل سنة على حد تعبيره مؤكدا في ذات الصدد على ضرورة تركيز هيكل لديه شفافية لرصد نسب المشاهدة بكل مصداقية لان ماهو موجود على الساحة حاليا ليس مضمونا حسب تقديره .و من النقاط السلبية التي أشار اليها نجيب عياد مسالة حقوق التأليف وعاب في ذلك على بعض الأعمال المستوحاة من اعمال اخرى ولم يتم ذكر النص الذي تم الإقتباس منه وهو مالا يجوز على حد تصريحه ... وفيما يتعلق بالكوميديا اعتبرها عياد قدمت الكثير من قلة الذوق وقلة الحياء « ورغم الهنات لم يخف نجيب عياد سعادته بتطور الدراما في تونس مهنئا الجيل الجديد من المخرجين بنجاحهم في دراما رمضان 2019.