تتميز منطقة باب سويقة في وسط العاصمة التونسية بشدة تعلقها بالعادات والتقاليد التي طبعت تونس منذ القدم، إذ تشهد المنطقة في شهر رمضان احتفالات ومواكب عديدة اختلفت أشكالها وطرق ممارستها، أي بين الأشكال الصاخبة والحديثة التي جاء بها الاستعمار الفرنسي والأشكال التقليدية المحافظة التي تمثل سلوكيات أهل المدينة. إذ توجد بين أزقة باب سويقة العديد من الزوايا والجوامع الصغيرة وأيضا توجد العديد من قاعات السهرات الليلية أو ما يسمى "الكافيشانطا" كما نقلها سكان المدينة ومنها صالة الفتح وغيرها. كما كانت ولا زالت تقام فيه ملاه للأطفال خلال شهر رمضان بما يضفي على الأجواء الاحتفالية فيه رونقا خاصا. ولعل مقهى "العباسية" من أشهر المقاهي التي تحتفي "المدينة"، أي المدينة القديمة للعاصمة تونس. فهي ملتقى الأدباء والفنانين والرياضيين وأحبائهم. وتتفرع عن "باب سويقة" عدة أنهج وأزقة وشوارع تملأ تاريخ تونس بالحكايات والنوادر عن الفترة العثمانية والحقبة الاستعمارية وخاصة عن الحركة الوطنية. وقد كان محرز بن خلف الفضل في إنشاء ربض باب سويقة إذ أذن له بأن يؤسس سويقة وبنى بها دارا وجامعا هو جامعه وزاويته اليوم. وتروي مناقبه مدى عمق المحبّة التي يكنّها الناس له واعتقادهم في صلاحه وبركته، واستغاثتهم به عند ساعات الضيق والحاجة. وقد كان لكراماته الظاهرة الأثر الكبير في اعتقاد الناس فيه وتكثيف الزيارات له وخاصة في ليالي رمضان حيث تتكثف الزيارات وتقام موائد الإفطار . عرف محرز بن خلف بالزهد و الورع و التقوى و درس منذ صغره العلوم الدينية واللغوية و ألقى دروسه في الزيتونة و في القيروان و في الأزهر المصري وكان له دور محوري في نشر المذهب المالكي في شمال إفريقيا ربض باب سويقة (أحد أشهر أحياء تونس العتيقة).