يعتبر ملف القطاع الصحي بجهة قفصة، من الملفات الحارقة. إذ تشهد الوحدات الصحية تدهورا في خدماتها الطبية، منذ ما يقارب 4 سنوات، رغم وعود الحكومات المتعاقبة. قفصة (الشروق) جل الحكومات المتعاقبة، تعهدت بإصلاح هذا القطاع الحساس، أمام ما تعيشه الجهة، من انتشار، لافت للنظر لعدة أمراض خطيرة وقاتلة، جراء التلوث البيئي، الذي تسببت فيه المؤسسات الصناعية المنتصبة بالجهة. وبالعودة الى سنة 2015، تم إقرار عدة إجراءات لفائدة الولاية، من بينها المستشفى المتعدد الاختصاصات، الذي أصبح حلما يراود أهالي الجهة، والذي أسال الكثير من الحبر ليستقر الأمر في النهاية على انطلاق أشغاله في جوان 2019. تدني الخدمات الطبية وضبابية الوضع الصحي في الجهة، جعل المواطن يعاني من عديد الصعوبات في كل المؤسسات الاستشفائية بالجهة وخاصة بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان، الذي أصبح حديث الساعة نظرا الى رداءة الخدمات. مستشفى جهوي في حالة «إنعاش» ويقول في هذا الاطار، المواطن جلال نصيب إن حالة المستشفى الجهوي كارثية. وإن المستشفى في حالة إنعاش لعدة اعتبارات، منها انعدام أبسط الضروريات خاصة الأدوية والتجهيزات والمعدات والنقص الواضح لأطباء الاختصاص. وأضاف نصيب أن المواطن غير قادر على المعالجة في القطاع الخاص. وهو ما عمق آلامه وجراجه.ومن جهته، أكد «جلال» أن الدولة تخلت عن مسؤولياتها الاجتماعية ومحاولتها للتفريط في القطاع الصحي العمومي من خلال تعمد تهميشه. وهذا ما يعيشه القطاع بالجهة، مضيفا أن المستشفيات المحلية تفتقر -هي الأخرى- الى التجهيزات والمعدات الطبية والى الاطارات شبه الطبية وأن المواطن يضطر الى دفع مقابل مادي أو يتم تحويله من قبل الاطار الطبي الى القطاع الخاص، بتعلة عدم وجود طب الاختصاص أو وجود عطب في المعدات والتجهيزات الطبية. وهذه أصبحت ظاهرة داخل المستشفى أمام الصمت الرهيب للسلط المعنية. مستشفيات تفتقد الى التجهيزات ساسي عامر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل والكاتب العام للنقابة الأساسية للمستشفى الجهوي الحسين بوزيان أفاد من جانبه في تصريح ل»الشروق» بأن الوضع بالمستشفى كارثي باعتبار النمو السكاني للجهة، والضغط الكبير على المستشفى الذي يستقبل أكثر من طاقة استيعابه. وتابع محدثنا أن قسم الاستعجالي يستقبل سنويا أكثر من 144 ألفا أي 3 أضعاف المعدل العادي، معتبرا أن المستشفيات المحلية تفتقر الى أبسط ضروريات العمل. وأضاف عامر أن المستشفى لا يتوفر فيه طبيب خاص بالنساء والتوليد، وأيضا قسم الأطفال يشرف عليه طب عام وقسم الاستعجالي، لا يوجد به طب اختصاص وقسم التصوير بالأشعة يضم طبيبا فقط. وتفتقد أقسام غسيل الكلى والجراحة العامة والمخ والأعصاب أيضا والإنعاش والتخدير الى العدد الكافي من الأطباء. خدمات... تتعثر وتابع محدثنا أن الخدمات تتعثر والمواعيد تتأخر كثيرا فمثلا المريض ينتظر قراءة التقارير الطبية ال«سكانار» مدة طويلة وأحيانا يتوفى المريض دون قراءة التقرير، كذلك قسم النساء والتوليد لا يتوفر به طب اختصاص، في متابعة النساء الحوامل وأمراض النساء، وقسم الأطفال لا يوجد به مختص في متابعة حالة الولدان، وقسم الاستعجالي تتوفر به 4 أسرة وهذا غير كاف. النهوض بالمستشفيات المحلية ويرى ساسي عامر أن إيجاد حل لتدني القطاع الصحي بالجهة، يتطلب إحداث أقسام لطب الأطفال والنساء والتوليد واختصاصات أخرى في المستشفيات المحلية لتخفيف العبء على المستشفى الجهوي، وانتداب أطباء الاختصاص من خلال ضبط قانون واضح يلزم الطبيب المختص العمل بالمناطق الداخلية، مدة معينة، إضافة الى توفير التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة وأيضا توفير سيارات إسعاف. الاتحاد الجهوي للشغل أكد أنه يعمل منذ سنوات. ويطالب بالإصلاحات. وهو يتابع الملف الصحي عن كثب. وهناك بوادر من الدولة لتحسين القطاع، من خلال المستشفى المتعدد الاختصاصات، الذي تبلغ طاقة استيعابه حوالي 410 أسرة. وسيشيد على مساحة 15هكتارا. ويتضمن 19 قاعة عمليات متطورة و9 أقطاب تضم طب الاختصاص. جلسات عمل... لكن وفي جلسة عمل عقدت حول الوضع الصحي مؤخرا، أكد محمد الصغير ميراوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة أن القرارات التي اتخذت خلال الجلسة التي خصصت لمتابعة الوضع التنموي بالجهة وخاصة القطاع الصحي، هي دعم المؤسسات الصحية بالجهة بالموارد البشرية وخاصة منها طب الاختصاص وبالتجهيزات الطبية الضرورية والتسريع في إنجاز المشاريع الطبية المبرمجة. وأشار ميراوي الى أنه سينطلق فعليا خلال شهر جوان في تهيئة البنية التحتية من طرقات خارجية وشبكات مختلفة لقطعة أرض المستشفى متعدد الاختصاصات بقفصة وانتداب طبيب في جراحة العظام أصيل الجهة، وتفعيل العمل بأقسام طب الأطفال بكل من مستشفى الرديف والمظيلة بالاضافة الى التسريع في إنجاز قسم استعجالي مجهز بالمركز الوسيط بمعتمدية القصر. وأضاف أنه سيتم توسيع قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان والموافقة على انتداب أطباء من الصين لقسم طب النساء والأشعة وفتح قسم القسطرة وتجهيزه قصد تمكين المرضى من إجراء الفحوصات الطبية المتطورة والدقيقة.