ازداد خميس الترنان شهرة وتمكنا من قلوب كلّ التونسيين بفضل الحفلات التي كان يقيمها صباح يومي الأحد والجمعة بمقهى المرابط بسوق الترك بالعاصمة مع فرقته وأصبح يؤمها الفنانون والأدباء من مدرسي الجامعة الزيتونية وأعيان التجار الذين وجدوا فيها المتعة، مع التعلق بالتراث الثقافي التونسي العربي الاسلامي الذي كان مهددا من الحكومة الاستعمارية والكنيسة اللّتين قرّرتا إقامة المؤتمر الافخارستي والاحتفال بمرور خمسين عاما على قيام الحماية الفرنسية. وفي تلك الفترة سافر الترنان مرتين إلى برلين حيث سجل عدّة إسطوانات مع شركة بيضافون، كما سافر إلى مدينة قسنطينة بالجزائر مع عازف الكمنجة الشهير خيلو الصغير وأقام عدة حفلات زادت في دعم العلاقات الفنية بين البلدين الشقيقين. وسافر أيضا إلى مدينة نيس بفرنسا وقدم حفلات بالمطعم الذي كان يديره السيد محمد جمال. لما ذاع صيت خميس ترنان وبلغت شهرته مسامع البارون ديرلنجي، تنقل هذا الأخير خصيصا إلى مقهى المرابط واتصل به والحقه بجوقته وضمه إلى فريقه بقصره بضاحية سيدي بوسعيد، أين احتك بالشيخ علي المصري الحلبي المشهور بالدرويش، الذي دون عنه مجموعة من نوبات المالوف التونسي، وهي محفوظة بأرشيف مركز الموسيقى المتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد. كما تعلم عليه أصول التدوين الموسيقي بالطريقة الغربية الحديثة والعزف على آلة الناي ويعتبر بذلك أول تونسي تعلم تلك الآلة التي عوضت آلة الفحل. شارك الشيخ خميس الترنان مع البارون ديرلنجي في مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1932 كعازف عود عربي وسجل رفقة زملائه نماذج من المالوف التونسي تتصدرها نوبة رصد الذيل وشواهد الاستخبارات والقصائد والعروبيات وجميع أغاني المناسبات ومجموعة من الأغاني الحضرية والبدوية. وفي سنة 1932 سافر إلى القاهرة ضمن الوفد التونسي إلى المؤتمر الأول للموسيقى العربية بإشراف العلاّمة حسن حسني عبد الوهاب وقدم عدّة حفلات، كما أنجز مجموعة مهمّة من التسجيلات مع زملائه فيها نوبة المالوف والموشحات والأغاني الشعبية مع القصائد والاستخبارات المرتجلة. وحضر خميس الترنان دروس الأستاذ علي الدرويش الموسيقية وتعلم الترقيم الموسيقي. وهذا ما سهل عليه عملية الانتاج فيما بعد.