(تونس) فسيفساء من موسيقيات العالم و تشكيلة من معزوفات تقليدية من أربع قارات في انتظار عشاق هذا النوع من الموسيقى ضمن سهرات الدورة الثامنة لمهرجان موسيقات بفضاء النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد، وذلك بداية من 3 سبتمبر وإلى غاية يوم 12 أكتوبر القادم ، وتنتظم هذه الدورة من طرف مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بالنجمة الزهراء بسيدي بوسعيد ومؤسسة «سكوب». تحمل الدورة الثامنة لمهرجان «موسيقات» في جرابها الجديد ,وذلك بالانفتاح على موسيقى الجهات و عدم الاقتصار على الموسيقات الشهيرة للعواصم وأيضا بالنفاذ إلى آلات موسيقية جديدة كانت في قائمة الآلات الثانوية فتبوّأت مرتبة الصدارة. وفي ما يتعلّق بالموسيقى التونسية ,تقترح هذه الدورة إنتاجا جديدا في «المالوف» و تحديدا في «نوبة الصيكة»... جولة موسيقية عبر العالم سبعة عروض موسيقية , هو عدد سهرات الدورة الثامنة لمهرجان موسيقات و تتوزع ما بين الموسيقى المغناة و الموسيقى الصرفة . تفتتح تظاهرة موسيقات يوم 3 أكتوبر على أنغام موسيقى افريقية قادمة من مالي عبر عرض يقدمه الفنان «فيو فاركا توري»، وهو عبارة عن موسيقى مستوحاة من إفريقيا الغربية خاصة وأن هذا الفنان يعدّ من أفضل عازفي موسيقى «البلوز» في إفريقيا. وبنفحات اسبانية ,يكون جمهور التظاهرة على موعد يوم 4 أكتوبر مع مجموعة «خارنيجي» التي يقوم مشروعها الموسيقي على إعادة اكتشاف للجذور المشتركة بين الشعبين الباسكي و القاكسوني في الحقل الموسيقي. في يوم 5 أكتوبر, ليستقبل فضاء النجمة الزهراء عرضا للرباعي «رودي فلوريس» من الأرجنتين في عرض لموسيقى «الشماماي» وهي لون من الألوان الموسيقية التقليدية الراقصة. ومن رومانيا تحضر مجموعة «شيواكان» في احتفاء بموسيقى «السامبالوم» في عرض يوم الأحد 6 أكتوبر. و تستأنف عروض الدورة الثامنة لمهرجان موسيقات نشاطها يوم الخميس 10 أكتوبر مع المجموعة الفنزويلية /الكولمبية «ريكو فيكو» التي تسعى إلى التعريف بمميّزات العديد من الآلات الوترية المستخدمة في أمريكا اللاتينية. و إلى بلاد فارس تشدّ «موسيقات» الرحال, لتدعو إلى رحاب قصر النجمة الزهراء مجموعة «طرب «الإيرانية بقيادة الفنان حسن تبار التي تغوص في بحور الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية المعروفة ب»الرديف». موسيقى خميس ترنان ... خالدة في آخر محطاتها ,ارتأت الدورة الثامنة لمهرجان «موسيقات»أن يكون مسك الختام تونسيا خالصا,عبر عرض المالوف التونسي «نوبة الصيكة» ,وهو إنتاج جديد لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية. وتتجلىّ أهمية هذا العرض في كونه يستند إلى مخطوط مستمد من الرصيد الأرشيفي الموسيقي الذي جمعه البارون «رودولف درلنجي» خلال اشتغاله على المدونة التقليدية التونسية .و يتعلق هذا المخطوط بإحدى نوبات «المالوف» وهي «نوبة الصيكة» في رواية دوّنها الباحث و المؤلف الموسيقي السوري الشيخ علي درويش الحلبي نقلا عن رواية غير متداولة للشيخ التونسي خميس الترنان. وإن تميّزت الدورة الثامنة لمهرجان موسيقات بالثراء في البرمجة والاجتهاد في الانفتاح على آفاق أرحب للموسيقى التقليدية للشعوب, فإنها ظلت حبيسة فضاء النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد دون الخروج إلى فضاءات ثقافية أخرى, و هو ما قد يحول دون تمّكن بعض أحباّء هذه الأنماط من الموسيقات من مواكبة العروض خصوصا و أنها تنطلق على الساعة الثامنة و النصف ليلا !