حافظت الأجيال المتعاقبة في حامة الجريد على حرفة صناعة سعف النخيل والتي تناقلها الأبناء وخاصّة الفتيات بالتدريب العائلي لصنع منتوجات متنوّعة على غرار القفّة والمظلّة والمروحة اليدوية والطّبق... وتحتلّ حامة الجريد الصّدارة في صناعة سعف النخيل فهي صاحبة المرتبة الأولى جهويالوفرةوجودة منتوجاتها وشغف أهلها بهذه الحرفة ...ففي كلّ عائلة حسب تصريح المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بتوزر محمد الصدّيقي يوجد حرفيّ أو حرفيّة في مجال صناعة سعف النخيل في حامة الجريد وهو نشاط متجذّر والعلاقة متينة بين أهالي المنطقة وهذه الصّناعة فقديما كان المسكن العائلي يسمّى «الحوش» به غرف متعددة وبهو فسيح ينجز فيه أفراد عائلات الأسرة الموسّعة أنشطتهم منها صناعة سعف النخيل فيحاكي الصغار ما يقوم به الكبار بالملاحظة والتدريب لإتقان هذه الحرفة قصد ملءالفراغ وبيع المنتوج . وخلال السنوات الأخيرة تطوّرت المنظومة الحرفية وأصبحت صناعة السعف مواكبة لذوق المستهلك المنفتح على العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة وهو مسار واكبه حرفيو وحرفيات حامة الجريد وتمّت إحاطة عدد منهم من قبل المندوبية الجهوية الديوان الوطني للصناعات التقليدية بتوزر وتعدّدت الابتكارات لتنويع المنتوج وتلبية أذواق المستهلكين وأصبحت تجارة سعف النخيل السائدة في جهة توزر والتي تشتمل على قرية حرفية نموذجية عززت ثقة الحرفيين وفتحت للحرفيين أبواب الإبداع وترويج منتوجاتهم . وللحفاظ على الطّابع المميّز لمدينة حامة الجريد المعتمدية الحديثة وبوّابة ولاية توزر وإعداد أجيال أخرى شابّة تحمل المشعل وتحقّق نقلة نوعية فإنّ هذا الموروث المحلّي في حاجة إلى آليات بجملة من المعطيات على مستوى محلّي ومنها بعث ورشة قارّة لتكوين الحرفيين بحامة الجريد في صناعة سعف النخيل وفق أساليب وطرق وبرامج متطوّرة وإحداث نواة قرية حرفيّة بحامة الجريد. مشهد من صنع مظلّة من سعف النخيل بحامة الجريد الحرفية جمعة بيوضي عرض لمنتوجات صناعة سعف النخيل بحامة الجريد الحرفية عائشة خالدي