يبدو أن الدائرة البلدية بسيدي مصباح الياسمينات مصرّة على «قتل» الموتى مرتين. مرة حين ماتوا ودفنوا تحت التراب ومرة حين طمر قبورهم تحت جبال من الحجارة والأتربة والأعشاب والحطب.. وللمشهد المرعب قصة تروى، فقد فوجئ يوم العيد الكثير من المواطنين والمواطنات الذين حضروا لزيارة قبور موتاهم والترحم والتصدّق على أرواحهم بمقبرة سيدي مصباح بولاية بن عروس بأن قبور ذويهم اختفت تحت أكوام من النفايات وبقايا الأعشاب والأشجار والحجارة. ويبدو أن البلدية أرادت ان تصلح فارتكبت خطأ فظيعا فقد حاولت تعهّد وصيانة وتنظيف المقبرة لكن الأعوان المكلفين بجمع النفايات والتنظيف عمدوا الى تكديسها فوق القبور بشكل جعل الاماكن التي تجمعت فيها النفايات عبارة عن أكوام طمرت تحتها الكثير من القبور.. وهو ما جعل التعرف عليها أو حتى العثور عليها أمرا صعبا اذا لم نقل مستحيلا على أعداد هائلة من الزوار. لماذا تصر البلدية على دفن موتى مقبرة سيدي مصباح مرتين؟ والى متى يتواصل الاستهتار بالموتى والعبث بحرماتهم والازدراء بأهاليهم؟ والى متى تتواصل عقلية العمل غير المكتمل ليتم تجميع النفايات وتكديسها على القبور بدل ايجاد سبيل لإخراجها وإتلافها في الأماكن المحددة؟ أسئلة تبقى مطروحة على دائرة سيدي مصباح وعلى كل البلديات التي تتشبث بعقلية بدء الاشغال ومن ثم إهمالها وعدم الاهتمام بإنجازها بالكامل وعلى الوجه الأفضل... كما يفترض ان يكون؟