القرآن « كتاب احكمت آيته ثم فصلت من لدن حكيم خبير « هود 1 . تشتد تارة وتلين أخرى، تشتد مع أهل الكفر والنفاق والفسق والفجور فتحسبها هدير أمواج متلاطمة او قصف رعود متتالية تغشى النفس رهبة ورعبا « خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين « الحاقة 30-34 . وتلين مع اولي الايمان والإحسان والبر والتقوى فتخالها نفحة من عرف الجنان او عبقا من اريج الريحان فتغمرها بهجة وحبورا « ان المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون انا كذلك نجزي المحسنين « المرسلات 41- 44 . وصفها الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي بقوله « الفاظ اذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة واذا هي لانت فانفاس الحياة الآخرة تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها وتصف الآخرة فمنها جنتها وضرامها « (اعجاز القرآن25 ) وشتان ما بين الفريقين من في النعيم ومن في الجحيم « ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين « الانفطار 13- 15 فطوبى لمن اهتدى بهدي القران واستظل بظله « ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا « الاسراء 9 . فلا غرابة ان عكف الدارسون عليه وطرقوا كل ناحية فيه لغة وتفسيرا وقراءة ورسما واعجازا بمختلف الوانه . واستنباط احكام وقصص وغيرها من فنونه وآدابه وعجائبه التي لا تنقضي . روى الامام علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله « هذا كتاب فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ... من تركه قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ... فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو السراط المستقيم ... لا تزيغ به الاهواء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه ... من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به اجر ومن دعا اليه هدي الى سراط مستقيم « . سنن الترمذي . فضائل القرآن 4/ 115 . يتبع