مدنين – جربة (الشروق) تفاجأ أهالي جزيرة جربة وزوارها بأشغال تركيز عمود ضخم للاتصالات، على مقربة من المنارة البحرية المتعارف عليها في جربة بناظور «تاقرماس»، وانطلقت الأشغال منذ أواخر شهر أفريل الماضي، إلا أنه رغم موجة الانتقادات والمعارضة الشديدة من طرف مختلف مكونات المجتمع المدني. ورفض عدد من مكونات المجتمع المدني هذا المشروع الذي تواصلت أشغاله واكتمل مؤخرا العمود متجاوزا ارتفاعه ناظور تاقرماس في خطوة اعتبرها الجميع اعتباطية وغير مدروسة، شوهت أحد أهم المعالم ورموز الجزيرة وأفقدته شموخه. ومن جهتها تبرأت بلدية جربة ميدون من هذا المشروع وأكدت على علاقته بوزارة الدفاع الوطني لغايات عسكرية، كما عبرت عن سعيها مع الأطراف المتداخلة لإعادة النظر في هذا المشروع من قبل المصالح المعنية للدولة حرصا على جمالية المعلم مع التأكيد على أولوية الامن الوطني والذود عن حرمته وتجدر الاشارة إلى أن ناظور تاقرماس هو أقدم منارة في تونس وأطولها ارتفاعا حيث شيدت منذ سنة 1885 بأمر من باي تونس ويبلغ ارتفاعها أكثر من 100 متر على سطح البحر مما يجعل مداها يصل إلى 32 ميلا بحريا تغطي كامل المياه الاقليمية على الساحل الشمالي والشرقي لجربة وخليج قابس. وتعتبر المنارة رمزا من رموز الجزيرة ومعلما فريدا من نوعه تروج صوره في كامل أنحاء العالم.