تعيش تونس منذ يوم أمس على إيقاع أيام قرطاج الكوريغرافية في دورتها الثانية بمشاركة راقصين وباحثين في فنون الرقص والجسد . تونس «الشروق» اختارت وزارة الشؤون الثقافية الباحثة في فنون الرقص وأنتروبوجيا الجسد مريم قلوز لإدارة أيام قرطاج الدولية الكوريغرافية للعام الثاني على التوالي . جديد هذه الدورة ورهاناته كان محور هذا اللقاء معها لماذا لم تبرمج هيئة المهرجان عروضا في الجهات؟ في الحقيقة هذا كان اختيارا لأسباب منها ضعف الإمكانيات المالية والتقنية فلم نشأ برمجة عروض في الجهات لمجرد تسجيل الحضور فقبل هذا الاختيار لابد من توفير الامكانيات التقنية وعروض الرقص تحتاج الى إمكانيات تقنية كبيرة وباهظة التكلفة ثم لا نضمن وجود شبان متحمسين للإشراف على تنظيم هذه العروض واستضافاتها فهناك عروض تتم في الجهات دون أن تتوفر لها أي شروط للحد الأدنى من الأرضية التقنية اللازمة والكافية. كيف تم اختيار العروض؟ فتحنا باب الترشح للمشاركة لمدة أكثر من شهر واخترنا لجنة استشارية فيها عدد من المختصين منهم نوال اسكندراني وملاك السبعي وزينب فرحات وثامر المكي وسندة الجبالي، فزينب فرحات لها خبرة كبيرة في تنظيم العروض وهي متابعة طويلة للأعمال الفنية في الرقص وثامر المكي من الشباب المطلعين على فنون الشارع وسندة الجبالي وجه شاب من الجيل الجديد ووضعنا مقاييس أولها أن يكون العرض متماشيا مع المحور ذاكرة الجسد مع الخصوصية وأن يكون صاحب المشروع محترفا. وقد وصلتنا عروض كثيرة من العالم العربي مثل مصر والسودان وسوريا والعراق وغيرها وكان بودنا برمجة كل العروض ولكن الامكانيات لم تسمح لنا ببرمجة كل العروض. ماهو الرهان الذي انطلقتم به منذ الدورة الأولى؟ المكسب الكبير أن المهرجان ممول من المال العام وهو مهرجان عمومي رسمي وليس خاصا بشركة ولا جمعية ونعتبر هذا اعتراف رسمي من الدولة بالرقص والجسد وأنا فخورة أن أكون مديرة لهذا المهرجان. العروض هل ستكون مجانية؟ لا اخترنا أن تكون بمقابل حتى رمزي للتأكيد على أن الرقص ثقافة وفن وليس مهنة مبتذلة فالرقص في تونس له تاريخ ولم نولد من فراغ كان هناك معهد للموسيقى والرقص والتمثيل في بداية الاستقلال وكانت هناك الفرقة الوطنية للفنون الشعبية والمركز الوطني للرقص في برج البكوش والباليه الوطني واليوم لدينا أوبرا وباليه في مدينة الثقافة . هناك جانب فكري في المهرجان لماذا هذا الاختيار؟ نعم هناك ندوة بعنوان ملا حكاية كيف نكتب تاريخ الرقص وارتجالات الجسد ستطرح مجموعة من الأسئلة منها كيف نكتب تاريخ الجسد وليس من الرؤية الاستشرافية فمصطلح الرقص الشرقي مثلا له علاقة بمفهوم الاستشراق والرؤية الذكورية والاستعمارية. فهذه الندوة فرصة للتفكير في كل هذه الاسئلة وتخليص الرقص من المفاهيم الأستشرافية والجنسية ونريد لهذا المهرجان أن يكون جسرا بين الشرق والغرب ونعمل على تأسيس شبكة عربية أفريقية للتفكير في كل ما يتعلق بالرقص باعتباره تعبيرا فنيا وثقافة. لديكم عرض من إنتاج المهرجان لماذا هذا الاختيار؟ هو مشروع مشترك بين مجد مستورة وآسيا الجعايبي بعنوان شدوني لا نشطح ونهدف من خلاله الى التأكيد على ترسيخ ذاكرة المهرجان من خلال أعمال من إنتاجنا تكرِّسه كمعطى في المشهد الثقافي وتكرس الرقص كمهنة في تونس وهو هدف المهرجان الأساسي.