بطريقة تقطع مع الكلاسيكي والنمطي، كشفت مريم قلوز عن تفاصيل الدورة الأولى لمهرجان أيام قرطاج الكوريغرافية التي تشرف على إدارتها وتنتظم من 26 جوان إلى غاية غرة جويلية بستة فضاءات تتوزع بين مدينة الثقافة وأخرى داخل العاصمة من بينها قاعات الحمراء والريو والفن الرابع. إذ اختارت أن تضع جميع الحاضرين في الندوة الصحفية المخصصة للغرض التي التأمت صباح أمس بقاعة مسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة،في حضرة مهرجان للرقص من خلال القيام بتمرين في الحركات وإنهائه بتدريب على إيقاع وخطوة من خطوات العلاجي بقيادة قيدومة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية خيرة عبيد الله. وبينت أنه تم التركيز على لقاء جنوب جنوب في برنامج المهرجان بغرض استقطاب التجارب العربية والإفريقية أساسا منها الناشطين بفرنسا والبلدان الأوروبية وجعل هذه الأيام ملتقى يحول تونس إلى فضاء لتبادل التجارب ودعم الثقافة الكوريغرافية والرقص في تونس باعتبار أن المهرجان يجمّع مبدعين وهواة وتجارب يغلب عليها التشابه في الرؤى والظروف بهدف النهوض بهذا القطاع الفني والثقافي لاسيما في ظل ما عرفه من تهميش رغم عراقة التجربة في تونس، حسب تأكيدها في نفس الندوة، معددة في ذلك المراحل التاريخية التي مر بها الرقص في تونس قبل الاستقلال وبعده مرورا بفترة الستينات وتأسيس الفرقة الوطنية للفنون الشعبية فالتسعينات وبعث هياكل أخرى تعنى بنفس القطاع على غرار البالي الوطني والمركز الوطني ببرج البكوش وما سجلته هذه المراحل من أدوار ثلة من الكفاءات التي لعبت دورا كبيرا في تحيز هذا القطاع الفني والثقافي لمكانة في الحقل الثقافي في تونس على غرار نوال اسكندراني وعماد جمعة وملاك السبعي وسندس بلحسن والأخوين سفيان وسلمى الويسي وسهام بلخوجة ونجيب بن خلف الله والراحلة رجاء بن عمار وغيرهم. وأكدت أن الدورة التأسيسية هذه ستكرم هؤلاء في إطار التصور الفني للمهرجان. أركان ثابتة وأكدت مديرة أيام قرطاج الكوريغرافية في نفس الندوة أن الهيئة الموسعة والتي تضم كفاءات ذات علاقة بالمجال نجحت في تسطير برنامج متنوع وشامل لمختلف أنماط الرقص بنوعيه التقليدي والمعاصر وذلك وفق ثلاثة أركان ثابتة تتمثل الأولى في التوجه لما هو فكري من أجل تكريس برمجة فنية دولية من خلال اللقاءات والحوارات والندوات المبرمجة بمشاركة محاضرين وجامعيين وراقصين من تونس ومن بلدان أخرى ويتمثل الركن الثاني في العمل من أجل إبراز ما تزخر به الساحة الفنية التونسية من خلال إتاحة الفرصة للكوريغرافيين الشبان لتقديم عروضهم الأولى أمام منتجين ومهتمين بالمجال من العالم بما يتيح لهم فرصة تسويق أعمالهم على مستوى دولي فضلا عن التوجه الهادف للعمل على التكوين في فنّ الرقص وأشكال نقل الثقافة الكوريغرافية من خلال الورشات الخاصة بهذه الدورة وعددها 6 وبإشراف ومشاركة راقصين وأكاديميين من العالم. من جهة أخرى تحدثت كاهنة الصانع بصفتها المستشارة الفنية والمكلفة بالبرمجة عن برنامج الدورة والعروض التي ستنتظم بالشارع والعروض وسينما الرقص والورشات الموجهة للمولعين بالرقص بجميع أنماطه والجمهور على حد السواء وأكدت أن كل العروض تتمحور حول قضايا ومسائل إنسانية واجتماعية مستمدة من واقع اليوم على غرار أشكال الإقصاء التي يعاني منها الجسد كالعنصرية وغيرها. دورة الإلتزام كما أكدت مريم قلوز أنها سعت لبلورة تفاصيل برمجة تعكس في تفاصيلها وأبعادها وأهدافها ما توصلت إليه خلال مسيرتها التي تجمع بين ما هو أكاديمي وبحثي ميداني باعتبار أنها أستاذة مساعدة في جامعة باريس ديكارت وباحثة في مركز البحث في الروابط الاجتماعية وهي أيضا مؤدية وراقصة وممرنة في مجال الرقص العربي وتهتم في بحوثها بالعلاقات بين الخطابات السياسية وأجساد المؤدين والفنانين والراقصين العرب فضلا عن مواصلة قيامها ببحوث ميدانية في بلدان المغرب العربي مخصصة لتدارس إمكانية بروز رقص معاصر في هذه المنطقة. لذلك أكدت أن من خصوصية المهرجان هو الالتزام وذلك بالخروج من التعاطي مع الرقص كوسيلة للتسلية والترفيه ليكون احترافا ومهنة وحياة عن طريق التعاطي مع الجسد كعنصر هام. وذلك من خلال إبراز أن الرقص تقنية وبحث كوريغرافي يدفع للتساؤل والبحث عن إمكانات توظيف الجسد وتحديد موقعه في المجتمع اليوم. وأكدت أن فترة تنظيم المهرجان قابلة للمراجعة والتغيير إنطلاقا من الدورات القادمة باعتبار أن نية كل من إدارة المهرجان ووزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطني لتنمية المهرجانات والأنشطة الثقافية، الجهات الشريكة في تنظيم المهرجان، تتجه ليكون سنويا. ◗ نزيهة الغضباني المهرجان بالأرقام 40 : عرضا فنيا 19 : عرضا عالميا 21: عرضا تونسيا 6: عروض في فضاءات خارجية 6: فضاءات 110: راقصين 6: ورشات 20 : مُحاضرا 2 إقامات فنيّة العروض التونسية المشاركة «حي على الحياة»: نوال اسكندراني «وحيدا منفردا»: عماد جمعة «تخوم اللامرئية»: سهام بلخوجة «زواز»: سرين دوس «لمبوبات»: رشدي بلقاسمي «أنا نسمع (أنتي) تشوف»: حمدي الدريدي «نزوة»: أشرف بالحاج مبارك «هذيان»: نجيب بن خلف الله «حثلة»: مروان روين «خارج المدينة»: بحري بن يحمد «تعطّل مؤقت»: أميمة مناعي «عين الصقر»: وائل المرغني «حالة طارئة»: طارق بوزيد «ممكن»: قيس بو الأعراس «ملجأ»: حسام الدين عاشوري «انفيني»: فتحي فارح «خلل»: أمل العويني «درس في الرقص التونسي»: خيرة عبيد اللّه «حركة تكفي!»: ناديا سايجي