أسئلة متنوعة من قراء جريدة الشروق الأوفياء تهتم بكل مجالات الشريعة الإسلامية السمحة فالرجاء مراسلة هذا الركن على العنوان الالكتروني:[email protected] أو على رقم الهاتف الجوال :24411511 . السؤال الأول إذا ألحّ عليّ أحد الأقارب بأن أتناول طعام الغداء عنده في المنزل واقسم أن أفعل ذلك. هل من الواجب أن أبرّ قسمه وألبي دعوته؟ الجواب: بداية نوضح ما يلي: إذا حلف شخص على آخر أن يفعل أمرا واجبا كأن يصلي الظهر مثلا فعلى المحلوف عليه أن يبر بيمين الحالف وكذلك إذا حلف عليه أن يترك معصية فيجب عليه أن يبر بيمينه. وأما إذا حلف شخص على آخر أن يترك واجبا أو أن يفعل معصية فيجب على المحلوف عليه أن يحنث بيمين الحالف لأنه لا طاعة إلا في المعروف. أما إذا حلف شخص على آخر أن يفعل أمرا مباحا كما هو موضوع سؤالك فيندب أن يبرّ بقسَم الحالف في هذه الحالة. السؤال الثاني اشتريت قطعة أرض بموجب عقد صحيح وكان البائع يسمح لجار له بالمرور من الأرض التي اشتريتها منه وسمحت لهذا الجار بالمرور من الأرض كما كان الحال قبل الشراء لكن بعد مدة ادعى الجار بأن له حقا شرعيا في الطريق بالتقادم. هل يجوز هذا الادعاء خاصة أنه لا يستند إلى حجة قانونية؟ الجواب إن ما ادعاه الجار المذكور باطل لا أساس له من الصحة وبالتالي لا يثبت له حق المرور بالأرض بالتقادم لأن صاحب الأرض (البائع) قد أذن له بالمرور بأرضه تفضلا منه وإحسانا أو أنه سكت عن ذلك مراعاة لحقوق الجيرة ثم إنه لما باع الأرض كاملة بحدودها المعروفة لم ينصّ في عقد البيع على هذا الحق الذي يدعيه هذا الجار. السؤال الثالث: ما هي الأوقات المنهي عن الصلاة فيها وهل يجوز قضاء الصلاة الفائتة فيها ؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن النبي قد بيّن الأوقات المنهي عن الصلاة فيها (النوافل) في عدة أحاديث منها ما رواه مسلم في صحيحه فعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: (ثلاث ساعات كان رسول الله ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب). فالأوقات الثلاثة المنهي فيها النوافل :1) عند شروق الشمس.2) عند استواء الشمس في كبد السماء.3) عندما تميل الشمس للغروب. أمّا الصلوات الفائتة المفروضة فيجوز قضاؤها فيها. السؤال الرابع من العرف الجاري به في المجتمع التونسي أن الرجل هو الذي يختار المرأة ليتزوجها فيتقدم لخطبتها. هل يجوز للأب أو الأخ أن يعرض ابنته أو أخته على شخص ليتزوجها؟ الجواب: يجوز للمسلم أن يعرض ابنته أو أخته على من يرى فيه الصلاح للزواج بها بشرط موافقة الطرفين. وقصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين اللتين سقى لهما موسى الغنم خير دليل على ذلك حيث ورد في قوله سبحانه وتعالى (فَجَاءَتهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَه وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصالحين) (القصص:252627). ولذا يجوز للرجل عرض ابنته أو أخته للزواج من شخص إذا توسم فيه الخير والصلاح وتحمل المسؤولية في ذلك. السؤال الخامس هناك ظاهرة داخل كثير من المساجد تتمثل في كثرة الجدال والنقاش بين بعض المصلين وخاصة من الشباب حول بعض المسائل الفقهية مما يؤدي إلى رفع الأصوات وحتى الخلافات. ما رأي الإسلام في هذه الظاهرة؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أن الجدال الذي يؤدي إلى الخلافات منهي عنه شرعا خاصة إذا كان داخل المساجد لأنه يؤدي إلى رفع الأصوات والتشويش على المصلين كما يسبب تنافرا بين المتجادلين يصل إلى حد البغضاء وقد ذم الشرع هذا السلوك. قال الله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)( الأنفال:46) والواجب ثني هؤلاء الشباب عن هذا المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والإقناع. والله أعلم