مرة أخرى يتجدد اللقاء مع الرقص والفن والكوريغرافيا مع بحيرة البجع التي تعرض لأول مرة في تونس وفي العالم العربي بحضور جمهور غفير في اختتام الدورة الثانية لأيام قرطاج الكوريغرافية ليلة أمس الأول بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة. تونس الشروق: امتدت الدورة الثانية من ايام قرطاج الكوريغرافية التي حملت شعار «لا رقص دون كرامة جسدية» من 14 الى 20 جوان الجاري في اجواء شعارها الجسد والرقص والحياة حيث فاقت العروض الراقصة الثلاثين عرضا على مدى أسبوع متواصل تحت إدارة مريم قلواز التي أشادت بالمهرجان وبدوره في بعث البهجة والحياة في الشارع التونسي مؤكدة على ضرورة المزيد من الانفتاح على العالم خاصة وان هذه الدورة حظيت بحضور عربي ملفت. وشددت قلوزا على ضرورة احترام الدولة للجسد واحترام الحريات الفردية والعامة وتجنب انتهاك حرمة جسد الفنان والمواطن حسب تعبيرها ولم تخف مديرة المهرجان الغاية من اختيار شعار الدورة «لا رقص دون كرامة جسدية « الذي يعبر على ضرورة حفظ كرامة الجسد الراقص والفنان باعتباره انتاج سياسي واجتماعي لا يخضع لأي نوع من الضغوطات او العنف أو الرقابة ... وان كان افتتاح المهرجان فرنسيا فإن الإختتام كان تونسيا مع عرض «بحيرة البجع» للكوريغراف التونسي المقيم في الخارج «رضوان المؤدب» ويقدم هذا العرض لأول مرة في تونس وفي العالم العربي، حضره جمهور غفير تجمع لساعات امام قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة لمواكبة هذا العرض العالمي الذي كان في غاية الجمال والإبداع اجساد تتفاعل مع الموسيقى تتنافر احيانا لتلتقي حينا آخر في عالم نسجته تلك الرقصات ... تناسق وانسجام افرز لوحة فسيفسائية تخطف الأنظار ... العرض من إنتاج «باليه الأوبرا الوطنية لمنطقة الراين قدم مجموعة من التعبيرات الفنية المختلفة وجمع بين ثقافتين مختلفتيْن من ضفتيْ المتوسط الشمالية والجنوبية، وقد اختار المخرج ان يكون عمله حمال لمعاني الحب والحرية والتعايش السلمي والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الكونية والحق في الحياة بعد أن كان البحر المتوسّط في ما مضى مسرحا للحروب بين الحضارات المتوسطية وتحوّل اليوم إلى قبر للمهاجرين غير الشرعيين... رضوان المؤدب خلق مناطق شاعرية وخيالية في عرض «بحيرة البجع» فأعطاه نفسا جديدا وكتابة متجددة تركت بصمة واضحة ومتميزة لهذا المبدع التونسي. و«بحيرة البجع» هي إحدى روائع الموسيقار الروسي «تشايكوفسكي» ألفها سنة 1887 وتتضمن أربعة فصول راقصة وقدمت للمرة الأولى على مسرح البولشوي بموسكو في مارس 1887 وقام بتصميم رقصات الباليه «ماريوس بيتيبا» وظلت إلى اليوم ملهمة الكوريغرافيين في العالم. ومع تلك الأجساد الراقصة الهائمة في عالم الحرية والحب والحياة ... اسدل الستار عن الدورة الثانية من ايام قرطاج الكوريغرافية دورة استقبلت 200 ضيفا من 14 بلدا وقدمت 37 عرضا كوريغرافيا منها 15 عرضا تونسيا و22 عرضا أجنبيا.