تونس – الشروق: بعد مسيرة مهنيّة تواصلت طيلة 36 سنة في قطاع التربية بمرحلته الابتدائية منها 20 سنة مديرا أحيل المربي الهادي ناصري معلّم أوّل ومدير على الشرف المهني منذ سنة 1999 بعد ما مرّ مهنيّا بعدد من المدراس إضافة إلى تجربة كمساعد بيداغوجي. وفي لقاء معه أكّد على أنّه زيتوني ويفتخر بأصوله التكوينيّة والتعليميّة والمعرفيّة التي تلقّى خصائصها الراقية على أيادي وعقول أعلام من المربّين «القدامى». وأضاف السيد الهادي بأنّه بعد التخرّج باشر التّدريس يوم 21 أكتوبر 1963 بمدرسة المجموعة المدرسيّة ببن عروس المدينة وتنقل طيلة حياته المهنيّة تباعا بين 9 مدارس بداية من سهل مقرين وإلى غاية التقاعد كمدير لمدرسة السّند المحطّة. وتابع «سي الهادي» بالقول بأنّه لا زال يذكر تدريسه في بداية مسيرته لقسميْن بمجموع 116 تلميذا من الجنسيْن وبرغم ارتفاع هذا العدد ومخلّفاته الإرهاقية بَدَنِيّا وفكريّا فقد كانت تغمره مُتعة التدريس والمتأتية من نجاح وتفوُق التلامذة ورضاء الأولياء على حدّ السّواء. وبرغم مرور عشريتيْن على تقاعده فإنه لازال يستحضر سنويا مع حلول مواعيد امتحان «السيزيام» الانخراط التطوعي سابقا للمربّين وخصوصا لمدرسي سنوات السادسة من أجل الإعداد الجيّد والإحاطة النفسيّة والاجتماعيّة بالتلامذة من خلال تقديم دروس تدارك و»تقوية» في كل المواد المبرمجة في الامتحان الوطني. هذا إضافة إلى إشاعة حماسة المثابرة بين التلامذة وإذكاء روح البذل والعطاء لأجل تصدّر قوائم النجاح كتلامذة وكمدرسة والتي كانت نتائجها تعلن وتصدر بالجرائد اليومية وتشكل هذه النجاحات مصدر فخر للمربين ممّن لازال بعضهم يحتفظ بهذه القوائم والجرائد على حدّ السّواء كعنوان لمسيرة ذاتية وجماعية دالة على التنافس المهني والمفاهيم الراقية للقناعات. هذا وتعتبر «السيزيام» في أيّام زمان مرحلة تلمذيّة لها مستواها العلمي وقدراتها التعليميّة والتربويّة النوعيّة التي نسجت أبعادها بتضحيّات المربّين والتلامذة والأولياء على حدّ السّواء ممّن قهروا صعاب الفقر والخصاصة والظروف القاسيّة المحيطة بالتعليم وقتها لأجل مقاومة الجهل ومدّ جسر الطموح الحياتي وتسلق السلّم الاجتماعي تغيير تعاسة الواقع حينها بداية بالتركيز الفعلي على أهميّة قيمة «السيزيام» كعنوان رئيسي لرهان الطمُوح الذاتي وكرسالة لها أبعادها الوطنية .