مثلت صائفة 1966 نقطة البد اية لعلاقة فنية متينة، ثابتة وشامخة بين وديع الصافي وتونس... علاقة امتدت على طول أكثر من أربعين سنة حيث تعددت الزيارات الفنية لهذا الصوت الجبلي الخالد... زيارات ولقاءات وحفلات وسهرات فنية خلّدها التاريخ في الذاكرة التونسية على امتداد سنوات طويلة... كان فيها وديع الصفاي ولا يزال البلبل الصداح بالروائع الطربية الخالدة والتي جعلت منه صوت الشموخ والقوة والصفاء على مرّ العصور في المدونة الغنائية العربية. وديع الصافي صاحب صوت انسيابي موحد من درجات القرار الى درجات الجواب الحادة على حدّ تعبير الناقدة اللبنانية المعروفة غادة بشير. استطاع وديع أن يختزل إحساس الناس وإحساس الوطن وإحساس العروبة والقومية العربية في جذوتها وألقها. استطاع على امتداد مسيرته الفنية أن يكون أكبر من الألم واليأس، تمكن بقدرة فائقة من استيعاب كل المتناقضات ليصنع لنفسه مكانا في قلوب كل الناس. عاش حياته طائرا للسلام، منتصرا للحياة الجميلة في أبهى مظاهرها وعاش قدّيس المحبة الذي يصل صوته الى كل إنسان في العالم. هو صوت الجبل الشامخ... الجبل المعطّر برائحة الأرز... هو صوت الشموخ العربي. وديع الصافي صوت عربي من لبنان... من خلاله أحب كل العرب لبنان ولأجله رقص كل العرب «الدبكة» ومن أجله ولأجله عشق العرب المواويل وحفظوا الأزجال وتغنّى بالحب وبمعاني الجمال في الوجود. هو وديع الصفاي... صوت نقي وقوي ومهذهب يقطر صفاء... صوت واثق وجريء ومرن... مغلّف بالنبرات والنغمات بحسّ إبداعي مرهف. وديع الصافي... في نبرات صوته الأرز اللبناني والإبداع العربي الأصيل. هو وديع الصافي حبيب الجماهير التونسية العاشقة للطرب الأصيل... جماهير مازالت وستبقى تتذكر بحنين... تفاصيل قصة حب متينة نقية... قوية مع وديع الصافي بدأت تفاصيلها في صيف 1966.