سيادة الرئيس، على إثر ما تواتر من أحداث جسام ، تزامنا مع تعرضكم للوعكة الصحية التي مررتم بها والتي نحمد الله على سلامتكم منها واستردادكم لعافيتكم... حان الوقت سيدي الرئيس للوقوف على خلفيات ما حدث والتحقيق والتدقيق في كل الحيثيات والوقائع والتحركات التي رافقت تواجدكم بالمستشفى العسكري للعلاج...وما عقبها من ترويج لأخبار زائفة تفيد وجود شغور في مقاليد الدولة...!!! من أطلق تلك الشائعات المغرضة...؟وما المقصود منها...؟ وهل كانت هنالك تحركات ستعقب ذلك...؟! تبين جليا يا سيادة الرئيس مدى خطورة الوضع في ظل غياب المحكمة الدستورية ،لتصبح الشرعية الدستورية مهددة... فالمتربصون للإنقضاض عليها لا تعوزهم الحيل... لذا وفي ظل ما يحدث من تجاذبات لا تبعث على الإطمئنان، فإني أناشدكم بإسم الشعب التونسي كافة التفضل بإمضاء أمر دعوة الناخبين قبل موفى السادس من جويلية 2019 حتى تتيحوا الفرصة الحقيقية و الجدية للشعب ليختار بنفسه ويقول كلمته الفصل في كنف الحرية التامة، بعيدا عن الإقصاءات والضغوطات والإملاءات... ! بادروا سيادتكم بفسح المجال لشعبكم في ظل نظام ديمقراطي عادل يحترم حقوق المواطنة، وجنبوه بذلك الإنقياد مكرها لمصير قد يضطره إليه زمرة من الإنتهازيين الذين لا يتورعون أن يرموا بالشرعية الدستورية خلف ظهورهم... ألم يتلكؤوا ويراوغوا ويماطلوا طيلة خمس سنوات كاملة في المصادقة على إحداث المحكمة الدستورية لإعتبارات وحسابات بغيضة بتعلة عدم التوافق على تركيبتها...؟!!! وهوما ترك ثغرة خطيرة تهدد بإمكانية الإنقضاض على دواليب الحكم في أية لحظة...!!! بينما نجد هؤلاء الإنتهازيين يهرعون ويهرولون مسرعين للمصادقة على قانون الإقصاء الإنتخابي في وقت قياسي...!!! إن ما حدث من إرباك وفوضى يكشف مدى خطورة أن تبقى البلاد بدون محكمة دستورية، مفتوحة على كل الإحتمالات وبدون ضمان سلامة إنتقال السلطة في حال شغور وقتي أو نهائي، بينما الإرهاب على مشارفنا يتمترس بجبالنا ولا يتورع عن ضربنا في عقر دارنا، وهو يتحين الفرص بدقة بالغة... ! ولا زال يطلع علينا من الخونة من يدافع عن حقوق الإرهابيين، ويذكرنا بواجباتنا تجاه هؤلاء المجرمين القتلة، عوض أن يطالبوا بردعهم وتسليط أقصى العقوبات عليهم، أما كان الأجدر بهؤلاء، أشباه الحقوقيين أن يرأفوا بوطنهم فيذودوا عنه وعن أمنه ومؤسساته...؟!! سيدي الرئيس، إن شعبكم لينتظر مبادرتكم التي ستعيد له الأمل في غد أفضل... وذلك بتفضلكم بتوقيع أمر دعوة الناخبين، لتأخذ الديمقراطية مجراها وتسير مسارها الطبيعي العادل ويحدد الشعب التونسي مصيره في كنف حرية الإختيار... دمتم سيادتكم خير حام للدستور وكافل للشرعية.