أسئلة متنوعة من قراء جريدة "الشروق" الأوفياء تهتم بكل مجالات الشريعة الإسلامية السمحة. فالرجاء مراسلة هذا الركن على رقم الهاتف الجوال:24411511: أو على العنوان الالكتروني [email protected] السؤال الأول لي ديون كثيرة والله يعلم أني أبذل قصارى جهدي لخلاصها من ذلك أني وضعت أملاكي للبيع قصد الخلاص ولكن لم تبع فعمدت إلى تدوين جميع الديون في وثيقة وقد تعهدت زوجتي وابني وأنا أنه من بقي منا على قيد الحياة يتعهد بخلاص هذه الديون. هل هذا كاف سيدي الشيخ؟ الجواب: الديْن همّ بالنهار وكابوس بالليل. وقد شدّد الإسلام على أهمية الديْن وحذّر الناس منه. روى النسائي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ: (كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ؟ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ). ولذا ما دمت قد ابتليت أيها السائل المحترم بهذه الديون الكثيرة وأخلصت النية لله تعالى وعقدت العزم على سدادها فإن الله سبحانه وتعالى سيعينك على ذلك مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الله تعالى مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن دينه فيما يكره الله" (الترمذي). فنسأل الله أن يعينك على ذلك. السؤال الثاني أقطن قريبا من المسجد غير أني في بعض الأحيان أبقى بالمنزل حيث أؤدي الصلاة صحبة زوجتي وخاصة صلاة الصبح وسنّة الفجر. هل نثاب ثواب الجماعة؟ الجواب بداية نقول إن العلماء قد اختلفوا في حكم صلاة الجماعة في المسجد. والسبب في ذلك تعارض الآثار وتعارض تأويلاتهم لها فمنهم من قال بأنها واجبة (الحنابلة) وشددوا على ذلك قائلين: إنه لا يجوز للرجل أن يتخلف عن صلاة الجماعة في المساجد إلا إذا كان لعذر. ومنهم من قال إنها فرض كفاية على المجموع يسقط بأداء بعضهم وسنة مؤكدة في حق الجميع أي في حق كل واحد على حدة وهم جمهور العلماء( المالكية والشافعية والحنفية) وأداء الجماعة في المسجد أفضل من أدائها في البيت. وقد رأى جماعة أن من له زوجة أو أولاد يصلي بهم في بيته ولو تركهم وصلى في المسجد مع الناس لتركوا الصلاة فإن صلاته جماعة بهم أفضل من تركهم وصلاته في المسجد ما دام هناك من يقيم صلاة الجماعة فيه غيره. ولهذا فنطمئنك بأن الأجر حاصل بإذن الله ما دمت حريصا على أداء صلاتك مع أسرتك. السؤال الثالث: حلفت ألا أدخل منزل والدي بعد أن أغضبتني أمّي بسبب زوجتي. لكني ندمت على ذلك أشد الندم. أسألك سيدي الشيخ ماذا أفعل؟ الجواب: بداية نذّكر بإن برّ الوالدين أمر أوجبه الدين الحنيف وأن الله سبحانه وتعالى قرن طاعته بطاعة الوالدين (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (الإسراء/23). وحلفك هذا الذي ذكرته والذي أقسمت فيه بأن لا تدخل بيت أبويك هو يمين فيه قطيعة وإثم ولذا لا يصحّ الوفاء به. وعليك أن تحنث فيه وتجب عليك كفارة وهي عبارة عن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن لم تقدر فصيام ثلاثة أيام. وإني أشكرك على ندمك وأبارك لك توبتك وأسأل الله تعالى أن يعيننا جميعا على الخير. السؤال الرابع يقول النبي صلى الله عليه وسلم "حُبِّب إلىَّ من دنياكم ثلاث : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة".هل من تفسير لحبّ النبي للنساء ؟ الجواب حب الرسول للنساء ليس حبا شهوانيا بمعنى الاهتمام الزائد بالمتعة الجنسية. فنحن نعلم رقة حال النبي عليه الصلاة والسلام وشغله الدائم بالدعوة ومشكلاتها واهتمامه بقيام الليل حتى تتورم قدماه فهو حب طبيعي كحب أي رجل لامرأة لأنه مكتمل الرجولة لا عيب فيه. ولكنه حب بقدر لا يطغى على الناحية الروحية عنده ولذلك جاء في الحديث (وجعلت قرة عيني في الصلاة) فالصلاة أعظم عمل عنده. كما أن بعض العلماء اعتبروا أن هذا الحديث ردّ على بعض من يرون أن مقياس التدين هو الرهبانية والامتناع عما أحل الله من الطيبات. فهو صلى الله عليه وسلم أخشى الناس لله وأتقاهم له. ولكنه يصوم ويفطر ويقوم ويرقد ويتزوج النساء. السؤال الخامس يؤذن لصلاة الظهر عند الساعة 12.15 ولا نصليها إلا عند الساعة 13.15 أي بعد ساعة وكذلك بالنسبة الى صلاة العصر. حيث يؤخر لمدة نصف ساعة بعد الأذان. هل يجوز ذلك ؟ الجواب من المعلوم أن العبرة في دخول وقت الصلاة وخروجه هو بالعلامات الشرعية وليست العبرة بتوقيت الساعة فوقت الظهر يبدأ بزوال الشمس وينتهي بصيرورة ظل الشيء مثله وعندها يدخل وقت العصر ويمتد إلى قبيل اصفرار الشمس وعندها ينتهي الوقت الاختياري للعصر. ويبدأ الوقت الضروري إلى غروب الشمس ولا يجوز تأخير الصلاة إلى وقتها الضروري إلا لعذر شرعي كالمرض والنوم... الذي يظهر أنكم تصلون الظهر بعد دخول وقتها وقبل أذان العصر بمدة فأنتم تصلونها في وقتها إن شاء الله ولا حرج عليكم في تأخيرها عن أول الوقت وكذا إذا كنتم تصلون العصر قبل اصفرار الشمس فلا حرج عليكم ولا يجب أداؤها عند أول وقتها وإن كان هذا هو الأفضل. والله أعلم