* جندوبة «الشروق»: «تجود علينا الطبيعة بخيراتها ونحن بخيرات الطبيعة نجود علي بني البشر» هذا هو الشعار الذي رفعه سكان المناطق الغابية بجهة جندوبة كتعبير عن العلاقة التواصلية بين الانسان والطبيعة والتي مثلت في الحقيقة علاقة جدلية منذ الأزل تراوحت بين الخوف والاستغلال والمد والجزر. فسكان المناطق الغابية يجتهدون ايما اجتهاد في ممارسة يومية وبلا هوادة متجاوزين قساوة الطبيعة في استغلال الغطاء النباتي الغابي لأجل الفائدة العامة حيث يقع جمع النباتات وتقطيرها علي الطريقة التقليدية ليستخرج منها في النهاية زيوتا روحية للتداوي ونذكر علي وجه الخصوص زيت القضوم والريحان ومن أجل هذه الغاية الاسترزاقية تنتشر بعض الورشات التقليدية المختصة في تقطير هذه الزيوت والتي تختص بها بعض العائلات الريفية وتتوزع مهام هذه الورشات علي ثلاثة حضائر الأولي مختصة في جمع الأعشاب الخاصة بالغرض مثل الريحان والقضوم والكليل والزعتر والثانية مختصة في التقطير والتعليب والثالثة مختصة في البيع والترويج حيث ينطلق الفريق الثالث ومنذ الساعات الأولي من اليوم في عملية البيع والتي يكون للاستراحات والعيون الطبيعية بجوانب الطرقات الرئيسية مكانا للترويج وكذلك بالتنقل داخل المدن وعرض المنتوج لمن يحتاجه وكذلك بالأسواق الأسبوعية واليومية أو بيع المنتوج بالجملة للمحلات المنتصبة داخل المدن والمختصة في بيع الأعشاب الطبية والزيوت الروحية وكذلك بالمعارض المناسباتية الخاصة بالصناعات التقليدية والتي كان لثراء الطبيعة والغطاء النباتي المتنوع الذي يميز جهة جندوبة مقوما من مقومات تنوع المعروضات وجودتها. وبيع الزيوت الروحية الذي يمتهنه سكان جهة عين دراهم وبدرجة أقل فرنانة وطبرقة وغار الدماء يتحول الي مورد رزق لبعض متساكني المناطق الغابية النائية ويوفر لهم لقمة عيش تمكنهم من تجاهل وتجاوز الفقر والخصاصة ولو الي حين في انتظار أن تجود عليهم أيادي المسؤولين ومبادراتهم بحلول جذرية لمشاكل البطالة وغياب موارد رزق دائمة تكفل لهم العيش الكريم.