يمر موسم الحصاد و تجميع الصابة بولاية الكاف بصعوبات كبيرة ، أرقت الفلاح ، و عرضت الصابة للمخاطر و ذلك وسط مطالب بتسديد مستحقات الفلاح بعنوان الكميات المودعة منذ 6 جوان 2019 و تكوين خلية أزمة. الكاف الشروق: و قد عرفت صابة الحبوب تهديدات غير معهودة و أولها الانتشار المفزع و الروتيني للحرائق اذ وصلت المساحات المسجلة لدى مصالح الحماية المدنية إلى ما يفوق 600 هكتار جلها بين الدهماني ( 150 هك ) و السرس (250 هك ) و القصور(80 هك) و تاجروين و المحاسن (20 هك ) و الكاف الشرقية و ساقية سيدي يوسف ، وساهم تركيز مركزين متقدمين للحماية المدنية بكل من الدهماني و السرس في التصدي الحيني و الحد من ألسنة اللهب .. كما ادى تساقط البرد بكل من تاجروين و قلعة سنان و القصور بما أثر على منتوج حوالي 2000 هكتار حسب ما أفاد به منير العبيدي (رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة و الصيد البحري)، هذا علاوة على عدم الاستعداد الجيد بمسح حواشي الطرقات و تهيئة المسالك الفلاحية الوعرة ، و هذا ما أربك الفلاح و جعله يقبل على الموسم بإمكانيات متواضعة وقد ساهم ارتفاع كلفة المحروقات و مادة التل لربط التبن و الأكياس المستعملة عند الحصاد و قلة اليد العاملة في تعقيدالوضع ، هذا بالإضافة إلى عدم صرف ديوان الحبوب لمستحقات الفلاح بعد أن سارعوا بإيداع كميات متواضعة لدى شركات التجميع لخلق الحركية الاقتصادية و تسديد مقابل أشغال الحصاد و غيرها من الديون التي يتخبط فيها الفلاح منذ انطلاق موسم البذر . غضب الفلاح عبد الحميد الرزقي ( فلاح) بين أن ما يحدث حاليا يعكس وضعية الفلاح الذي يمثل الحلقة الأضعف ضمن دورة الإنتاج ، و هي صورة لا تنم عن تشجيع وزارة الفلاحة و الدولة لهذا القطاع الواعد الذي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني و الحد من الاستيراد و تعافي الدينار . وحول مراكز قبول الحبوب بين الرزقي أن رحلته تنطلق منذ الساعة الواحدة صباحا للتنقل بين مختلف مراكز التجميع لإيداع الكميات إلا أن الخدمات معطلة بسبب عدم توفر الفضاءات و تعطل عمليات الإجلاء بسبب مماطلة وزارة الفلاحة و تقديم وعود بتوجيه شاحنات تابعة لوزارة الدفاع و الحال أنها غائبة إلى حد الان ، هذا علاوة على ترويج أخبار غير صحيحة تفيد اقتناء 60 عربة تابعة للشركة التونسية للسكك الحديدة للرفع الفوري للصابة إلا أنه إجراء وهمي بدليل تعطل عمليات التجميع بالشركة التعاونية للخدمات الفلاحية المحاذية للسكة الحديدية . مطالبة بالمستحقات المادية محسن الورفلي ( فلاح) بين أن كلفة يوم العمل للفلاح من حصاد وربط التبن مع جرارين لنقل الإنتاج تقدر بأكثر من ألف دينار دون اعتبار العطب الذي يحصل للمعدات الفلاحية ، و أمام انطلاق الموسم منذ بداية شهر جوان و غياب المخزون المادي لمجابهة تكاليف أيام العمل فإن الفلاح وجد نفسه عاجزا عن مواصلة موسم الحصاد بسبب غياب السيولة المادية لتسديد كلفة المحروقات و وسائل العمل الفلاحي و أجور العمال . و قد طالب الجهات المعنية بالتسريع في صرف المستحقات المادية للفلاحين مع تيسير عمليات الصرف حتى لا تغص مصالح البنك الوطني الفلاحي و تخلق أزمة جديدة بين الفلاح و المصالح البنكية . سرقة وتهديد بحرق المنتوج وقد سجلت المصالح الأمنية ببعض المعتمديات قضايا مرفوعة ضد مجموعة من المنحرفين الذين أقدموا في الفترة اليليلة على سرقة كميات من الحبوب بعد أن تم تجميعها فوق الأتربة بطرق غير فنية في فضاءات مفتوحة على الطرقات العمومية و الأحياء الشعبية مع تلقي معلومات بتهديدات تتعرض إليها آلاف الكميات من الحبوب المجمعة بالحرق و ذلك جراء عدم الاستعداد المحكم لحماية الصابة من الإخلالات البشرية و الكوارث الطبيعية. عمليات الإجلاء معطلة أشرف الصوفي (وكيل بمركز قبول ) بين أن ولاية الكاف يتوفر بها حوالي 24 مركز تجميع مع مراكز استثنائية تابعة لشركات و تعاضديات الخدمات الفلاحية تقوم بتجميع الكميات لفائدة ديوان الحبوب و رغم ذلك فقد استوفى أكثر من 70 بالمائة من المراكز طاقة استيعابه لكميات الشعير و القمح المجمعة وصلت إلى أكثر من 70 ألف قنطار بكل مركز وسط عمليات إجلاء ضعيفة للغاية لا يمكن أن تحل الإشكاليات العالقة لقبول بقية الكميات و تمكين الفلاح من مواصلة الحصاد الذي تقدم بنسبة 70 بالمائة و الاطمئنان على المحصول دون التعطل في مراكز التجميع . تكوين خلية أزمة وأمام هذه الصعوبات التي أرقت الفلاح و خلقت أزمة بينه و بين المشرفين على مراكز التجميع ، فقد طالب فلاحو الجهة الاتحاد الجهوي للفلاحة و الصيد البحري و فروعه المحلية و نقابة الفلاحين بتكوين خلية أزمة و ذلك بعد أن تجاهلت وزارة الفلاحة مطالبهم بالإجلاء الفوري للصابة مع المطالبة بالترخيص للخواص بالتدخل لنقل المنتوج و حمايته من السرقة و الإتلاف و المطالبة بتسديد مستحقاتهم المادية بعد أن تم التنكر إليهم على جميع المستويات .