عاجل/ رئيس الدولة: الحلول قادمة وكل تونسي سيتنفّس هواء نقيّا    عاجل/ سعيّد يعلن تسوية وضعية 82 ألف عامل مناولة    تطورات جديدة في قضية شفيق الجراية    حياة الدوس تحذّر من المغالطات... وتدعو إلى توضيح رسمي بشأن تصدير زيت الزيتون إلى الصين    وزير التجهيز: ينتظر ان تصدر قريبا النصوص التطبيقية لقانون البنايات المتداعية للسقوط    السعودية: 54.5 مليون زائر ومعتمر بالحرمين الشريفين في شهر    إسرائيل تنشر فيديو جديد ليحيى السنوار.. وسط أنقاض الحرب    عاجل: النجم الرياضي الساحلي يرفض استقالة زبير بيّة    عاجل: عودة الأمطار بداية نوفمبر... وتقلبات منتظرة في الأسبوع الثاني    حالة الطقس هذا اليوم    غدوة السخانة تطلع شوية... والخميس شوية تقلبات خفيفة    تونس تطلق خطة وطنية لحماية الأطفال من التهاب الشُعيبات    شنوّة معناها تفقد الشهية كي تقوم الصباح؟ خبراء التغذية يجاوبوا    الاتحاد الجهوي للشغل بتونس يعلن الشروع في سلسلة من التحركات اثر نُقْلة نقابي وإلزامه بتسليم مفاتيح المكتب النقابي    محاكمة المتهمين بمضايقة زوجة الرئيس ماكرون    هدية شخصية من اليابان تلامس قلب ترامب    مدنين: قروض بقيمة 20 ألف دينار لتشجيع الشباب على الاستثمار في السياحة    ترامب يجدد رغبته في لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ    جبنيانة ..يستدرجون ضحاياهم ل «الحرقة» ثمّ يفتكّون أموالهم    المهدية .. بمشاركة أكثر من 550 مُمرّضا من تونس والخارج ..اختتام الأيام الوطنيّة ال19 للإطارات شبه الطبيّة    اليوم وتحت شعار «روح دار الثقافة في نواديها» ...دار الثقافة سبيطلة تفتتح موسمها الثقافي الجديد    ملتقى حول الشيخ الطاهر بن عاشور    أولا وأخيرا: خلاص الفاتورة في الدورة    البطولة العربية للكرة الطائرة للسيدات: النادي النسائي بقرطاج يواصل التألق ويفوز على نادي سلوى الصباح الكويتي بثلاثية نظيفة    المريض يدفع الفاتورة .. الصيدليات توقف التعامل مع «الكنام»    40 دينار للعلوش و32 للبقري... منظمة الدفاع عن المستهلك تدق ناقوس الخطر    الوسلاتية: ضبط شاحنة محمّلة ب21 رأس غنم مسروقة من ولاية منوبة    البطولة العربية للكرة الطائرة للسيدات: الترجي الرياضي يحقق فوزاً مثيراً على ناصرية بجاية الجزائري    جندوبة: افتتاح الدورة الأولى للمهرجان الدولي للأثر البيئي بجامعة جندوبة    صدور مجلة "جيو" الفرنسية في عدد خاص بالتراث التونسي    لتحسين النوم.. هذه الفترة اللازمة لتناول المغنيزيوم    "غزة في عيون تونس" مبادرة فنية تشكيلية لتفعيل دور الفن كوسيلة للمقاومة    للتوانسة: الأفوكادو والمنڨا صاروا في نابل!    درة ميلاد: قطاع النقل الجوي فوّت على السياحة فرصا كبرى وخاصة في الجنوب التونسي    تونس تحتضن النسخة الخامسة من رالي فينيكس الدولي    بطولة العالم للتايكوندو: إنسحاب فراس القطوسي وعائشة الزغبي من المسابقة    قبلي: حجز واتلاف كمية من الاعلاف الحيوانية وتنظيف خزانات ومحطات تحلية المياه    عاجل/ حالة إحتقان بهذه الجهة بعد حادث مرور قاتل    عاجل/ زبيّر بيّة يستقيل من رئاسة النجم الساحلي    تنشط بين ليبيا وتونس.. تفكيك شبكة إجرامية دولية في مجال ترويج المخدرات    عاجل : النادي الإفريقي يعلن عن تعليق فوري لعضوية محمد الشافعي بسبب بهذه التجاوزات    نابل: توقعات أولية بإنتاج القوارص في حدود 270 ألف طن ودعوة لاتخاذ إجراءات لتيسير عملية ترويج المنتوج    أحدهم كان في طريقه للجزائر.. القبض على اثنين من عصابة متحف اللوفر    سليانة: تلقيح أكثر من 50 ألف رأس من الأبقار ضد الحمى القلاعية والجلد العقدي    كأس الكاف: قائمة الفرق المتأهلة إلى دور المجموعات    بالفيديو : صوت ملائكي للطفل محمد عامر يؤذن ويقرأ الفاتحة ويأسر قلوب التونسيين...من هو؟    زواج إليسا ووائل كفوري: إشاعة أم حقيقة؟    رسالة من صاحبة "أكبر شفاه في العالم"    فيروس ''ألفا'' ينتشر في تونس: أعراض تشبه ل''القريب'' وماتنفعش معاه المضادات الحيوية!    صحة التوانسة في خطر: حجز عُلب طماطم ''منفوخة''    برنامج "The Voice" يعود من جديد.. ومفاجأة في تشكيلة لجنة التحكيم    اليوم: قضيّة التآمر 1 أمام الاستئناف    كيف سيكون طقس الاثنين 27 أكتوبر؟    هيئة أسطول الصمود تكشف عن مصير تبرّعات التونسيين.. #خبر_عاجل    هجمات بمسيّرات تستهدف العاصمة الروسية.. وإغلاق مطارين    حجز أكثر من 7.6 طن من المواد الغذائية الفاسدة وغير الصالحة للإستهلاك..    مصر.. تعطل الدراسة في 38 مدرسة حرصا على سلامة التلاميذ    زحل المهيب: أمسية فلكية لا تفوت بتونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصريحات مثيرة لسفير الاتحاد الأوروبي..حديث لدعم الشراكة أم تدخل في الشأن التونسي؟
نشر في الشروق يوم 11 - 07 - 2019

تحدّث سفير الاتحاد الاوروبي بتونس باتريس بارغاميني في حواره الأخير لجريد «لوموند» عن الوضع العام في تونس مُركزا كلامه بالخصوص على الناحية الاقتصادية وعن اتفاقية أليكا ومنتقدا بطريقة ضمنية أداء الحكومة..
تونس الشروق:
قال بارغاميني أن الوضع الاقتصادي في تونس يحتاج من الحكومة التي ستكون في القصبة بعد انتخابات 2019 – مهما كان الطرف الفائز - العمل على تنفيذ اولويات استراتيجية واقتصادية واضحة وان تغير المنوال الاقتصادي وأن تكون مسنودة بالاغلبية اللازمة لذلك وليس كما هو الحال بالنسبة للحكومة الحالية.
كما تحدث السفير الاوروبي بتونس عما يعانيه الاقتصاد التونسي من نفوذ عائلات تهيمن على القطاعات الهامة ومن فساد وتعطيلات مختلفة وايضا من ازمة دفع الأدمغة والكفاءات نحو الهجرة قسرا بالنظر الى تدني الأجور في تونس. واعتبر المتحدث أن تونس مازالت محاطة بمخاطر استراتيجية على مستوى الجوار وذلك بسبب تقلبات الأوضاع في ليبيا (التي كانت متنفسا اقتصاديا هاما لتونس) وبسبب عدم وضوح الرؤية في الجزائر الى جانب التقلبات في الدول الصحراوية الجنوبية الناتجة عن تحركات مجموعات ارهابية.
دعم الاتحاد الأوروبي
اعتبر بارغاميني ان الاتحاد الاوروبي كان دائم الوقوف الى جانب تونس مشيرا الى ان مبلغ الدعم المالي المسند لتونس للفترة 2016 – 2020 يناهز 300 مليون أورو وهو الارفع من بين بقية المبالغ المسندة لدول اخرى في العالم من الاتحاد الاوروبي باحتساب معدل عدد السكان. وأكد السفير الاوروبي ان تونس، بوصفها النموذج الديمقراطي الناجح في المنطقة تحتاج ايضا الى نجاح اقتصادي لدعم الانتقال الديمقراطي وقال ان الاتحاد الاوروبي يهمه ذلك كثيرا وقد سبق أن اثبت حسن نواياه في هذا المجال ويعول على نجاح التجربة التونسية ولا يريد أن يخسر «الجندي التونسي في وسط الطريق» وسيواصل دعمه.
اتفاقية أليكا
حول اتفاقية أليكا قال باتريس بارغاميني أنها ستكون في صالح تونس عكس ما يقع الترويج له، متهما في هذا السياق الأطراف السياسية التي تستعد لخوض الانتخابات واتخذت من رفض الاتفاقية ورقة انتخابية. وأضاف انه لا شيء سيقع فرضه على تونس وهي التي ستقرر «متى وكيف» وان تونس لها سيادة القرار كاملة لاختيار صيغ وبنود الاتفاقية والحرية في اختيار القطاعات والسلع الفلاحية التي تندرج ضمن الاتفاقية مشيرا الى انه في السنوات الاولى لتنفيذ الاتفاقية ستكون عبر اعفاء المنتوجات الفلاحية التونسية من القيود الجمركية عند دخولها الى اوروبا لكن المنتوجات الاوروبية ستبقى خلال الفترة نفسها خاضعة للمعاليم الجمركية. كما تحدث بارغاميني عن دراسة دولية اثبتت ان الناتج الداخلي الخام سينضاف ب1.5 بالمائة في صورة انخراط تونس في هذه الاتفاقية وانها ستخلصها ايضا من المديونية الخارجية.
ضغوطات وتدخل
ما قاله رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في تونس اعتبره شق من المتابعين محاولة أخرى للضغط على تونس حتى تُوقّع في اقرب وقت على اتفاقية «أليكا» خاصة بعد ان تردد ان الحكومة التونسية قررت مؤخرا إيقاف التفاوض بشأنها. وهناك من ذهب حد القول ان بارغاميني بالغ هذه المرة كثيرا في التدخل في الشأن الوطني التونسي عندما انتقد أداء الحكومة الحالية على المستوى الاقتصادي وانتقد موقف الأحزاب السياسية الرافضة لهذه الاتفاقية دون اعتبار لما اصبحت تتمتع به الأحزاب من حرية. كما اعتبر اصحاب هذا الراي ان الربط بين اتفاقية أليكا والدعم المالي الذي يوفره الاتحاد الاوروبي لتونس فيه نوع من «المساومة» او محاولة ممارسة ضغط إضافي على تونس حتى توقع هذه الاتفاقية. وتساءلوا من جهة اخرى عن سر تأخر بارغاميني في الكشف عن كل هذه النقائص في الاقتصاد التونسي وعن الفساد وعن اللوبيات العائلية والحال انه يمارس مهامه في تونس منذ 2016 وكان بالإمكان حسب رأيهم ان ينبه من كل ذلك في السنوات الماضية وليس انتظار قرب الانتخابات وما قد يترتب عن مثل هذه التصريحات من مزيد ارباك الوضع العام.. وهناك من انتقده بخصوص حديثه عن «أليكا» بالقول ان الامر يتعلق باتفاقية رسمية وحساسة وان التفاوض بشأنها يتم داخل المكاتب المغلقة وبين المفاوضين الرسميين الممثلين لكلا الطرفين وليس عبر المنابر الاعلامية.
تنبيه
في المقابل، اعتبر شق آخر من المحللين ان بارغاميني وضع اصبعه على موضع الداء بالنسبة للتقلبات الاقتصادية والتنموية التي تعيشها البلاد خاصة عند حديثه عن الفساد وعن اللوبيات العائلية التي تهيمن على الاقتصاد وترفض صعود المستثمرين الصغار والشبان الى جانبها حتى لا تنافسها وتحاول تعطيل بعض الاصلاحات. وهو ما ينطبق أيضا على ما ذكره حول ضرورة ارفاق الانتقال الديمقراطي الناجح بنجاح اقتصادي (وهو ما لم يتحقق في تونس) وأيضا ما ذكره حول ضرورة تغيير المنوال الاقتصادي بعد الانتخابات وحول ضرورة عمل الحكومة القادمة على تنفيذ الأولويات الاستراتيجية والاقتصادية وعلى عدم إضاعة الوقت مجددا مثلما ضيعته الحكومات السابقة والعمل ايضا على الإنقاذ الاجتماعي من خلال سد الهوة التي أصبحت اليوم بين الطبقتين الغنية والفقيرة والتي تكاد تندثر بسببها الطبقة الوسطى..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.