الرقم ليس من نسج الخيال ولا من باب المبالغة... إنّه الحقيقة! نعم، في تونس والى حدود شهر جوان 2004 هناك 530 شركة انتاج سينمائي فماذا قدّمت كل هذه الشركات للسينما التونسية؟ وماذا اضافت الى المشهد السينمائي؟! الاجابة للاسف الشديد سلبية جدا لأن هذه الشركات في اغلبها ان لم نقل كلها شركات خاصة تعيش من المال العام مستفيدة من الدعم اللامحدود الذي تقدّمه الدولة الى القطاع السينمائي. وطالما ان «المعركة» الحقيقية على «كعكة» المال العام اصبح كل مخرج بل حتى مشروع مخرج يؤسس شركة خاصة حتى لا يستغله «المنتج» لذلك نجد عددا من الطلبة لهم شركات انتاج واصبح كل المخرجين منتجين لذلك لم يعد المخرجون يجدون موزّعا لأفلامهم التي اصبح عرضها يقتصر على التلفزة فقط! إن هذا العدد الكبير من الشركات أثّر سلبا على السينما التونسية لأنه من المفروض ان يتفرّغ كل عامل في قطاع السينما لاختصاصه. ففي كل بلدان العالم هناك مهنة اسمها الانتاج لابد من احترامها وهناك شيء اسمه الاخراج واختصاص اسمه التوزيع وفن اسمه كتابة السيناريو. لكن السينمائيون التونسيون يريدون أن يقوموا بكل شيء طالما ان الدولة تدفع... فهل ستستمر هذه الشركات اذا توقّفت «حنفية» الدعم؟!