تونس (الشروق): تتميّز مدينة منوبة بموقعها الاستراتيجي وتُعتبر معبرا نشيطا يطلّ على العاصمة وجهات الشمال وعُرفت خلال العهد البونيقي بتسمية «خير السوق» في دلالة على تنوّع أنشطتها الفلاحيّة. وخلّفت الحضارات المتعاقبة على المدينة كالبونيقية والقرطاجنية والإسلامية وحقبة الاحتلال عديد المعالم والمواقع المنتشرة في شموخ بوسط المدينة وضواحيها على غرار القصور والأبراج والحمامات والزوايا التي تحوّلت في تاريخ تونس الحديث بعد ترميمها الى مقاصد ثقافيّة وتاريخيّة ومراكز سيادة. ومنذ إحداث بلدية منوبة سنة 1942 وتحديد ملامح حدودها تشهد المنطقة البلدية تمدّدا عمرانيا ترامت أحياؤه وتعدّدت تسميات شوارعه وأنهجه على غرار فرحات حشاد - أحمد شوقي - ابن زيدون - بشير خريف – الاستقلال – أفلاطون – جالطا - المتلوي وغيرها كثير هذا إلى جانب نهج المغرب العربي الذي يتفرّع عن شارع بورقيبة على مستوى المتحف العسكري والذي تتواجد به عديد المؤسّسات العموميّة والخدماتيّة والدينيّة على غرار اتصالات تونس – ستاغ - جامع التوبة وأخرى تجاريّة وسكنيّة. وتحتفي تسمية هذا النهج باتحاد المغرب العربي كتجمّع إقليمي يجمع دول شمال القارّة الإفريقية الخمسة وهي موريتانيا – المغرب – الجزائر – تونس وليبيا والتي تعدُّ متجمعة أكثر من 33 مليون ساكنا يتكوّنون من عرب وأمازيغ إضافة إلى جاليات يهوديّة فرنسيّة إسبانيّة وأخرى إفريقيّة. وتغلبُ الديانة الإسلاميّة على التعدّاد السكاني العام وتُعتبر اللغة العربيّة بمختلف لهجاتها هي اللّغة الأم. وترمز هذه التسميّة في أبعادها السياسيّة والشعبيّة الى وحدة المصير في تجمّع تزخر بلدانه الخمسة بثروات طبيعيّة هائلة ومنتوجات متنوّعة واقتصاديات واعدة وجب توظيفها في منظومة تكامليّة ترتقي الى مستوى الطموحات الشعبيّة التي يجمع بينها التاريخ الحافل المشترك.