هاجم حافظ قائد السبسي أمين عام حركة تحيا تونس سليم العزابي واتهمه بعدم احترام أخلاقيات العمل السياسي لكنه دعا من جهة اخرى الى تنفيذ مبادرة رئيس الحزب يوسف الشاهد حول مدونة أخلاقية سياسية بين الأحزاب. تونس (الشروق) فاضل الطياشي اتهم الممثل القانوني لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي الامين العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي بإتيان «تصرفات غريبة تثير الدهشة» لا تتماشى مع الدعوة التي أطلقها سابقا رئيس الحكومة يوسف الشاهد لاعتماد ميثاق للأخلاق السياسية. بين حافظ ويوسف موقف حافظ قائد السبسي اعتبره المتابعون يحمل دلالات عديدة. الدلالة الاولى هو ان العلاقة بينه وبين يوسف الشاهد في طريقها نحو مزيد التحسن بعد ان مرت في السنوات الماضية بتقلبات كبرى أبرزها مهاجمة الشاهد لحافظ قائد السبسي في حوار تلفزي ثم اعلان نداء تونس تجميد عضوية الشاهد ثم اعلان هذا الاخير خروجه من نداء تونس وتكوين حزب جديد. وفي المدة الاخيرة برزت بوادر تحسن في العلاقة يقول المتابعون انها بدأت بشكل فعلي عندما حسمت رئاسة الحكومة مشكل التمثيلية القانونية لنداء تونس لفائدة شق حافظ قائد السبسي وذلك بابقاء وضعية الحزب كما كانت عليه قبل المؤتمر وبقاء حافظ ممثلا قانونيا للحزب. وبعد ذلك، مثلت الوعكة الصحية التي تعرض لها رئيس الجمهورية فرصة ليلتقي حافظ ويوسف اثر زيارة أدياها معا الى المستشفى العسكري، حيث لم يظهرا معا للعموم منذ أكثر من عام ونصف. واليوم تأتي تدوينة حافظ قائد السبسي على صفحته الرسمية بفايسبوك لتؤكد ان العلاقة بينه والشاهد سائرة نحو مزيد التحسن بعد أن «أشاد» بمبادرة الشاهد حول أخلقة العمل السياسي. إعادة بناء النداء إلى جانب تحسين العلاقة مع يوسف الشاهد، تضمن كلام حافظ قائد السبسي تلميحات الى مسألة اعادة بناء النداء التاريخي وطي صفحة الماضي (صفحة الأزمات والخلافات) مشيرا الى ان هذا المقترح سبق ان عبر عنه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وقال حافظ في هذا المجال «لقد سعينا الى طي صفحة الماضي كما أراد فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي حتى نسهل توحيد الصف الديمقراطي ولتكون العائلة الندائية بكل تفرعاتها مصدر قوة له لا سببا لتشتته ، والتزمنا من جهتنا بالعمل الإيجابي واحترام الآخر..» مهاجمة العزابي تضمن كلام حافظ قائد السبسي نقدا لاذعا لأمين عام حركة تحيا تونس سليم العزابي متهما اياه باتيان تصرفات غريبة تثير الدهشة في ما يتعلق باخلاقيات العمل السياسي. وقال حافظ بالخصوص أن تصرفات أمين عام تحيا تونس لم تسمح بتنفيذ مبادرة رئيس الحكومة التي تبنى فيها اعتماد «ميثاق للأخلاق السياسية» بهدف تنقية الأجواء صلب الحياة السياسية وحماية مكسب الديمقراطية ، أو ما اصطلح على تسميته ب«أخلقة العمل السياسي»، على حد قوله. وأضاف ان تصرفات العزابي لا تنم عن رؤية إيجابية للمستقبل وتعمل على السير للخلف عوضا عن العمل على مزيد تنقية الاجواء السياسية وبناء الثقة للالتقاء حول مشروع وطني جامع الآن وبعد الانتخابات. وقال حافظ قائد السبسي أنه يراهن على ادراك قيادات تحيا تونس ان هذا المسار لن يجلب لهم وللصف الوطني الديمقراطي اَي نفع ولن يحظى بمباركة وتأييد الشعب التونسي الذي ينتظر من النخبة السياسية ممارسة راقية بعيدة عن الأساليب الملتوية او الرغبة في الهيمنة والتفرد وعدم احترام إرادة الناخب. هذا ما كتبه حافظ قائد السبسي الدعوة التي أطلقها رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الساحة السياسية ، والتي تبنى فيها اعتماد «ميثاق للأخلاق السياسية» بهدف تنقية الأجواء صلب الحياة السياسية ، أو ما اصطلح على تسميته ب«أخلقة العمل السياسي» ، كان يمكن أن تكون فرصة هامة وجدية لتنقية الأجواء في الساحة السياسية وحماية مكسب الديمقراطية ، لولا أن الواقع اليومي والتصرفات الغريبة الصادرة عن امين عام حركة تحيا تونس الحزب الذي يترأسه رئيس الحكومة تثير الدهشة. هاته التصرفات تعمل على السير للخلف عوضا من العمل على مزيد تنقية الاجواء السياسية وبناء الثقة للالتقاء حول مشروع وطني جامع الآن وبعد الانتخابات. ان التباهي باستقطاب اطارات حركة نداء تونس ونوابه وقواعده سواء بالترغيب أو الترهيب ، من قيادي تحيا تونس لن يمنحه اَي فائدة لان هؤلاء اخذوا من النداء وليس العكس. اضافة الى ان مقابلة اليد الممدودة بشيء آخر يتعارض مع ابسط أخلاقيات العمل السياسي النزيه. لقد سعينا الى طي صفحة الماضي كما أراد فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي حتى نسهل توحيد الصف الديمقراطي ولتكون العائلة الندائية بكل تفرعاتها مصدر قوة له لا سببا لتشتته ، والتزمنا من جهتنا بالعمل الإيجابي واحترام الآخر ولكن ذلك لا يمنعنا في مرحلة أولى، وبعد تحية مناضلي النداء الثابتين على العهد، من التنديد بهذه التصرفات الاستفزازية تجاه حركة نداء تونس. كما نؤكد انها لا تنم عن رؤية إيجابية للمستقبل. ونراهن على ادراك قيادات تحيا تونس ان هذا المسار لن يجلب لهم وللصف الوطني الديمقراطي اَي نفع ولن يحظى بمباركة وتأييد الشعب التونسي الذي ينتظر من النخبة السياسية ممارسة راقية بعيدة عن الأساليب الملتوية أو الرغبة في الهيمنة والتفرد وعدم احترام إرادة الناخب.