تونس (الشروق) تقع مدينة المرسى الشّهيرة في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة وتتميّز بإرث حضاري ومخزُون تراثي متنوّع يدلّ على عراقتها وتفرّدها بكثير من البهاءات ولازالت قطبا سياحيّا متجدّدا داخليّا وخارجيّا بفضل خصائص متجانسة جعلت منها مقصدا دائما للإستمتاع بالاستجمام والترفيه. وعلى امتداد تاريخ المدينة القديم والحديث حافظت «أميرة القلوب» على جماليّة مناظرها ومواقعها وسحر بحرها وشاطئها وجبلها ويابستها وذلك في بهاء للمناظر الخلاّبة. هذا وتشتهر مدينة «المغارة» بتعدّد ساحاتها وتنظيم شوارعها وأنهجها التي تحمل إرثا حضاريا وتاريخيّا انعكس إيجابا على اختيار تسميات الأنهج والشوارع بما يليق والأبعاد الثقافية ذات بُعد تنوّعي على غرار الطيب المهيري – الهادي شاكر – الحبيب بورقيبة – الحريّة – الحبيب بوقطفة – المنجي بالي – فرحات حشاد – حنبعل – إضافة إلى تسميات تحتفي بعبير الروائح التي تفُوح من الحدائق والمنازل مثل أنهج الورد – الفلّ – الياسمين. إلى جانب تكريم ثلّة من أعلام ومشاهير الأدب والفنّ والدّين وغيرهم مثل محمد العربي الكبادي – زين العابدين السنوسي – علي الدوعاجي إضافة إلى نهج علي الرياحي المتفرّع على نهجيْ العنبر والدكتور عبد العزيز فليس ويحاذي سورا جامع سيدي عبد العزيز المهدوي وعلى مقربة من قبره واحتراما لمقامه العالي تظلل هذا النهج الأشجار المتنوّعة ويفوح من المنازل عبير روائح الورود والأزهار العطرة. وتتنزّل هذه التسمية بالتأكيد إلى التذكير بأحد أبرز روّاد الأغنية التونسية التي طبعها «سيدي علي» بالأصالة الخالصة وبكثير من الإبداع والتجديد شعرا ونثرا ولحنا وغناء بعيدا عن التقليد ليخلُق نفسه مدرسة متفرّدة تعكس اجتهاده ومثابرته وتضحياته في تجاوز لأمية القراءة والكتابة بالعصامية الخالدة التي آمن بها ودعّمها أبناء جيله مثل عبد الحميد بلعلجية – وناس كريم – أحمد القلعي – رضا الخويني – أحمد خير الدين – نور الدين صمود ممّن ساهموا متجمعين في إعلاء شأن الأغنية هذا وقد توفي مطرب الخضراء علي الرياحي يوم 27 مارس 1970 على ركح المسرح البلدي بتونس وترك بالخزينة الموسيقية التونسية أكثر من 300 أغنية خالدة لازالت حاضرة ومؤثرة لدى أحبّته خصوصا وحافظة لمقامه وتاريخه الفني الراقي.